وامر جنوده فاستعدوا وتسلحوا وزحف إلى اخشنوار لشدة اقدامه وحدة قلبه فطلب موادعته وصلحه فلم يقبل منه سوخرا صلحا دون أن يصير في يده كل شئ صار عنده من عسكر فيروز فسلم اخشنوار إليه ما أصاب من أموال فيروز وخزائنه ومرابطه ونسائه وفيهن فيروز دخت ودفع إليه موبذان موبذ وكل أحد كان عنده من عظماء الفرس فانصرف سوخرا بذلك كله إلى بلاد الفرس واختلف في مدة ملك فيروز فقال بعضم كانت ستا وعشرين سنة وقال آخرون كانت إحدى وعشرين سنة ذكر ما كان من الاحداث في أيام يزدجرد بن بهرام وفيروز بين عمالهما على العرب وأهل اليمن حدثت عن هشام بن محمد قال كان يخدم الملوك من حمير في زمان ملكهم أبناء الاشراف من حمير وغيرهم من القبائل فكان ممن يخدم حسان بن تبع عمرو ابن حجر الكندي وكان سيد كندة في زمانه فلما سار حسان بن تبع إلى جديس خلفه على بعض أموره فلما قتل عمرو بن تبع أخاه حسان بن تبع وملك مكانه اصطنع عمرو بن حجر الكندي وكان ذا رأى ونبل وكان مما أراد عمرو اكرامه به وتصغير بنى أخيه حسان أن زوجه ابنة حسان بن تبع فتكلمت في ذلك حمير وكان عندهم من الاحداث التي ابتلوا بها لأنه لم يكن يطمع في التزويج إلى أهل ذلك البيت أحد من العرب وولدت ابنة حسان بن تبع لعمرو بن حجر الحارث ابن عمرو وملك بعد عمرو بن تبع عبد كلال بن مثوب وذلك أن ولد حسان كانوا صغارا إلا ما كان من تبع بن حسان فإن الجن استهامته فأخذ الملك عبد كلال بن مثوب مخافة أن يطمع في الملك غير أهل بيت المملكة فوليه بسن وتجربة وسياسة حسنة وكان فيما ذكروا على دين النصرانية الأولى وكان يسر ذلك من قومه وكان الذي دعاه إليه رجل من غسان قدم عليه من الشأم فوثبت حمير بالغساني فقتلته فرجع تبع بن حسان من استهامة الجن إياه صحيحا وهو أعلم الناس بنجم وأعقل
(٥١٧)