عبرا لمن اعتبر بهم وعظة لمن اتعظ بهم مع كثرة أموالهم وكثرة عدد جنودهم وشدة بطشهم وعظم خلقهم وأجسامهم فلم تغن أموالهم ولا أجسامهم ولا قواهم ولا جنودهم وأنصارهم عنهم من الله شيئا إذ كانوا يجحدن بآيات الله ويسعون في الأرض فسادا ويتخذون عباد الله لأنفسهم خولا وحاق بهم ما كانوا منه آمنين نعوذ بالله من عمل يقرب من سخطه ونرغب إليه في التوفيق لما يدنى من محبته ويزلف إلى رحمته * وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم ما حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب قال حدثنا عمى قال حدثني الماضي بن محمد عن أبي سليمان عن القاسم بن محمد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول أنبياء بني إسرائيل موسى وآخرهم عيسى قال قلت يا رسول الله ما كان في صحف موسى قال كانت عبرا كلها عجبت لمن أيقن بالنار ثم يضحك عجبت لمن أيقن بالموت ثم يفرح عجبت لمن أيقن بالحساب غدا ثم لم يعمل * وكان تدبير يوشع أمر بني إسرائيل من لدن مات موسى إلى أن توفى يوشع كله في زمان منوشهر عشرين سنة وفى زمان افراسيات سبع سنين (ونرجع الآن) إلى ذكر القائم بالملك ببابل من الفرس بعد منوشهر ذكر القائم بالملك ببابل من الفرس بعد منوشهر إذ كان التاريخ إنما تدرك صحته على سياق مدة أعمار ملوكهم ولما هلك منوشهر الملك ابن منشخورنر بن منشخو أربغ قهر فراسيات بن فشنج بن رستم بن ترك على خنيارث ومملكة أهل فارس وصار فيما قيل إلى أرض بابل فكان يكثر المقام ببابل وبمهرجان قذق فأكثر الفساد في مملكة أهل فارس وقيل إنه قال حين غلب على مملكتهم نحن مسرعون في إهلاك البرية وأنه عظم جوره وظلمه وخرب ما كان عامرا من بلاد خنارث ودفن الأنهار والقنى وقحط الناس في سنة خمس من ملكه إلى أن خرج عن مملكة أهل فارس ورد إلى بلاد الترك فغارت المياه في تلك السنين وحالت الأشجار المثمرة ولم يزل الناس منه في أعظم البلية إلى
(٣١٩)