بدأ الله خلق السماوات والأرض يوم الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس وفرغ منها يوم الجمعة قال فجعل مكان كل يوم ألف سنة * حدثني المثنى قال حدثنا الحجاج حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن مجاهد قال يوم من الستة الأيام كألف سنة مما تعدون * فهذا هذا وبعد فلا وجه لقول قائل وكيف يوصف الله تعالى ذكره بأنه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام قدر مدتها من أيام الدنيا ستة آلاف سنة وإنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون لأنه لا شئ يتوهمه متوهم في قول قائل ذلك إلا وهو موجود في قول قائل خلق ذلك كله في ستة أيام مدتها مدة ستة أيام من أيام الدنيا لان أمره جل جلاله إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون القول في الليل والنهار أيهما خلق قبل صاحبه وفى بدء خلق الشمس والقمر وصفتهما إذ كانت الأزمنة بهما تعرف قد قلنا في خلق الله عز ذكره ما خلق من الأشياء قبل خلقه الأوقات والأزمنة وبيان أن الأوقات والأزمنة إنما هي ساعات الليل والنهار وأن ذلك إنما هو قطع الشمس والقمر درجات الفلك فلنقل الآن بأي ذلك كان الابتداء بالليل أم بالنهار إذ كان الاختلاف في دلك موجودا بين ذوي النظر فيه بأن بعضهم يقول فيه خلق الله الليل قبل النهار ويستشهد على حقيقة قوله ذلك بأن الشمس إذا غابت وذهب ضوؤها الذي هو نهار هجم الليل بظلامه فكان معلوما بذلك أن الضياء هو المتورد على الليل وأن الليل إن لم يبطله النهار المتورد عليه هو الثابت فكان بذلك من أمرهما دلالة على أن الليل هو الأول خلقا وأن الشمس هو الآخر منهما خلقا وهذا قول يروى عن ابن عباس * حدثنا ابن بشار حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس قال سئل هل الليل كان قبل النهار؟
قال أرأيتم حين كانت السماوات والأرض رتقا هل كان بينهما إلا ظلمة؟ ذلك لتعلموا أن الليل كان قبل النهار * حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق