ملك بعد طهمورت جم وكان أصبح أهل زمانه وجها وأعظمهم جسما قال فذ كروا أنه غبر ستمائة سنة وتسع عشرة سنة مطيعا لله مستعليا أمره مستوثقة له البلاد ثم إنه طغى وبغى فسلط الله عليه الضحاك فسار إليه في مائتي ألف فهرب جم منه مائة سنة ثم إن الضحاك ظفر به فنشره بمنشار قال فكان جميع ملك جم منذ ملك إلى أن قتل سبعمائة وتسع عشرة سنة * وقد روى عن جماعة من السلف أنه كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على ملة الحق وأن الكفر بالله إنما حدث في القرن الذين بعث إليهم نوح عليه السلام وقالوا إن أول نبي أرسله الله إلى قوم بالانذار والدعاء إلى توحيده نوح عليه السلام ذكر من قال ذلك حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا أبو داود قال حدثنا همام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال كان بين نوح وآدم عليهما السلام عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين قال وكذلك هي في قراءة عبد الله (كان الناس أمة واحدة فاختلفوا) * حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة قوله عز وجل " كان الناس أمة واحدة " قال كانوا على الهدى جميعا فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين فكان أول نبي بعث نوحا عليه السلام ذكر الاحداث التي كانت في عهد نوح عليه السلام قد ذكرنا اختلاف المختلفين في ديانة القوم الذين أرسل إليهم نوح عليه السلام وأن منهم من يقول كانوا قد أجمعوا على العمل بما يكرهه الله من ركوب الفواحش وشرب الخمور والاشتغال بالملاهي عن طاعة الله عز وجل وأن منهم من يقول كانوا أهل طاعة بيوراسب وكان بيوراسب أول من أظهر القول بقول الصابئين وتبعه على ذلك الذين أرسل إليهم نوح عليه السلام وسأذكر إن شاء الله خبر بيوراسب فيما بعد * فأما كتاب الله فإنه ينبئ عنهم أنهم كانوا أهل أوثان
(١٢٢)