الملك وتنسك وأعلم الوجوه من أهله وأهل مملكته انه على التخلي من الامر فاشتد لذلك جزعهم وعظمت له وحشتهم واستغاثوا إليه وطلبوا وتضرعوا وراودوه على المقام بتدبير ملكهم فلم يجدوا عنده في ذلك شيئا فلما يئسوا قالوا بأجمعهم فإذا قمت على ما أنت عليه فسم للملك رجلا نقلده إياه وكان لهراسف حاضرا فأشار بيده إليه وأعلمهم انه خاصته ووصيه فأقبل الناس إلى لهراسف وذلك بعد قبوله الوصية وفقد كيخسرو فبعض يقول إنه غاب للنسك فلا يدرى أين مات ولا كيف كانت ميتته وبعض يقول غير ذلك وتقلد لهراسف الملك بعده على الرسم الذي رسم له وولد كيخسرو جاماس واسبهر ورمى ورمين وكان ملك كيخسرو ستين سنة (رجع الحديث) إلى الخبر عن أمر بني إسرائيل بعد سليمان بن داود عليه السلام ثم ملك بعد سليمان بن داود على جميع بني إسرائيل ابنه رحبعم بن سليمان وكان ملكه فيما قيل سبع عشرة سنة ثم افترقت ممالك بني إسرائيل فيما ذكر بعد رحبعم فكان أبيا بن رحبعم ملك سبط يهوذا وبنيامين دون سائر الأسباط وذلك أن سائر الأسباط ملكوا علبهم يوربعم بن نابط عبد سليمان لسبب القربان الذي كانت زوجة سليمان قربته في داره وكانت قربت فيها جرادة لصنم فتوعده الله بإزالة بعض الملك عن ولده فكان ملك رحبعم إلى أن توفى فيما ذكر ثلاث سنين ثم ملك أسا بن أبيا أمر السبطين اللذين كان أبو ه يملك أمرهما وهما سبط يهوذا وسبط بنيامين إلى أن توفى إحدى وأربعين سنة ذكر خبر أسا بن أبيا وزرج الهندي * حدثني محمد بن سهل بن عسكر قال حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم قال حدثني عبد الصمد بن معقل أنه سمع وهب بن منبه يقول إن ملكا من ملوك بني إسرائيل يقال له أسا بن أبيا كان رجلا صالحا وكان أعرج وكان ملك من ملوك الهند يقال له زرج وكان ملكا جبارا فاسقا يدعو الناس إلى عبادته وكان أبيا عابد أصنام له صنمان يعبدهما من دون الله ويدعو الناس إلى عبادتهما حتى أضل عامة
(٣٦٧)