الخبر إلى فراسيات فوجه إلى برزافره جماعة من اخوته وطراخنته لمحاربته فالتقوا بموضع من بلاد الترك يقال له واشن وفيهم فيران بن ويسغان واخوته طراسف ابن جوذرز صهر فراسيات وهماسف بن فشنجان وقاتلوا قتالا شديدا وظهر من برزافره في ذلك اليوم فشل لما رأى من شدة الامر وكثرة القتلى حتى انحاز بالعلم إلى رؤوس الجبال واضطرب على والده جوذرز أمرهم فقتل منهم في تلك الملحمة في وقعة واحدة سبعون رجلا وقتل من الفريقين بشر كثير وانصرف برزافره ومن كان معه إلى كيخسرو وبهم من الغم والمصيبة ما تمنوا معه الموت فكان خوفهم من سطوة كيخسرو أشد فلما دخلوا على كيخسرو أقبل على برزافره بلائمة شديدة وقال أتيتم في وجهكم لترككم وصيتي ومخالفة وصية الملوك تورد مورد السوء وتورث الندامة وبلغ ما أصيبوا به من كيخسر وحتى رؤيت الكآبة في وجهه ولم يلتذ طعاما ولا نوما فلما مضت لموافاتهم أيام أرسل إلى جوذرز فلما دخل عليه أظهر التوجع له فشكا إليه جوذرز برزافره وأعلمه أنه كان السبب للهزيمة بالعلم وخذلانه ولده فقال له كيخسرو ان حقك بخدمتك لآبائنا لازم لنا وهذه جنودنا وخزائننا مبذولة لك في مطالبة ترتك وأمره بالتهيؤ والاستعداد والتوجه إلى فراسيات والعمل في قتله وتخريب بلاده فلما سمع جوذرز مقالة كيخسرو نهض مبادرا فقبل يده وقال أبها الملك المظفر نحن رعيتك وعبيدك فإن كانت آفة أو نازلة فلتكن بالعبيد دون ملوكها وأولادي المقتولون فداؤك ونحن من وراء الانتقام من فراسيات والاشتفاء من مملكة الترك فلا يغمن الملك ما كان ولا يدعن لهوه فان الحرب دول وأعلمه أنه على النفوذ لامره وخرج من عنده مسرورا فلما كان من الغد أمر كيخسرو أن يدخل عليه رؤوساء أجناده والوجوه من أهل مملكته فلما دخلوا عليه أعلمهم ما عزم عليه من محاربة الأتراك وكتب إلى عماله في الآفاق يعلمهم ذلك ويأمر بموافاتهم في صحراء تعرف بشاه أسطون من كورة بلخ في وقت وقته لهم فتوافت رؤساء الأجناد في ذلك الموضع وشخص إليه كيخسرو باصبهبذته وأصحابهم وفيهم برزافره عمه وأهل بيته وجوذرزو بقية ولده
(٣٦٢)