لتحول أهلها عنها عند هلاك بختنصر إلى الأنبار وعمرت الأنبار خمسمائة سنة وخمسين سنة إلى أن عمرت الحيرة في زمن عمرو بن عدي باتخاذه إياها منزلا فعمرت الحيرة خمسمائة سنة وبضعا وثلاثين سنة إلى أن وضعت الكوفة ونزلها الاسلام فكان جميع ملك عمرو بن عدي مائة سنة وثماني عشرة سنة من ذلك في زمن اردوان وملوك الطوائف خمس وتسعون سنة وفى زمن ملوك فارس ثلاث وعشرون سنة من ذلك في زمن اردشير بن بابك أربع عشرة سنة وعشر أشهر وفي زمن سابور بن اردشير ثماني سنين وشهران (ذكر الخبر عن القائم كان بملك فارس بعد اردشير بن بابك) ولما هلك اردشير بن بابك قام بملك فارس من بعده ابنه سابور وكان اردشير بن بابك لما أفضى إليه الملك أسرف في قتل الاشكانية الذين منهم كان ملوك الطوائف حتى أفناهم بسبب الية كان ساسان بن اردشير بن بهمن ابن اسفنديار الأكبر جد اردشير بن بابك كان آلاها انه ملك يوما من الدهر لم يستبق من نسل أشك بن خره أحدا وأوجب ذلك على عقبه وأوصاهم بأن لا يبقوا منهم أحدا إن هم ملكوا أو ملك منهم أحد يوما فكان أول من ملك من ولد ولده ونسله اردشير بن بابك فقتلهم جميعا نساءهم ورجالهم فلم يستبق منهم أحدا لعزمة جده ساسان فذكر أنه لم يبق منهم أحد غير أن جارية كان وجدها اردشير في دار المملكة فأعجبه جمالها وحسنها فسألها وكانت ابنة الملك المقتول عن نسبها فذكرت انها كانت خادما لبعض نساء الملك فسألها أبكر أنت أم ثيب فأخبرته أنها بكر فواقعها واتخذها لنفسه فعلقت منه فلما أمنته على نفسها لاستمكانها منه بالحبل أخبرته انها من نسل أشك فنفر منها ودعا هر جند بن سام وكان شيخا مسنا فأخبره انها أقرت انها من نسل أشك وقال نحن أولى باستتمام الوفاء بنذر أبينا ساسان وإن كان موقعها من قلبي على ما قد علمت فانطلق بها فاقتلها فمضى الشيخ ليقتلها فأخبرته انها حبلى فأتى بها القوابل فشهدن بحبلها فاودعها سربا في الأرض ثم قطع مذاكيره
(٤٨١)