ابن إسحاق كله مائة سنة وسبعا وأربعين سنة وكان ابنه يوسف صلى الله عليه وسلم قد قسم له ولامه من الحسن ما لم يقسم لكثير أحد من الناس * وقد حدثني عبد الله بن محمد وأحمد بن ثابت الرازيان قالا حدثنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال أعطى يوسف وأمه شطر الحسن وأن أمه راحيل لما ولدته دفعه زوجها يعقوب إلى أخته تحضنه فكان من شأنه وشأن عمته التي كانت تحضنه ما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد قال كان أول ما دخل على يوسف من البلاء ما بلغني أن عمته ابنة اسحق * وكانت أكبر ولد اسحق وكانت إليها صارت منطقة اسحق وكانوا يتوارثونها بالكبر فكان من اختانها ممن وليها كان له سلما لا ينازع فيه يصنع فيه ما شاء وكان يعقوب حين ولد له يوسف قد كان حضنه عمته فكان معها واليها فلم يحب أحد شيئا من الأشياء حبها إياه حتى إذا ترعرع وبلغ سنوات ووقعت نفس يعقوب عليه أتاها فقال يا أخية سلمى إلى يوسف فوالله ما أقدر على أن يغيب عنى ساعة * قالت فوالله ما أنا بتاركته قال فوالله ما أنا بتاركه قالت فدعه عندي أياما انظر إليه وأسكن عنه لعل ذلك يسليني عنه أو كما قالت فلما خرج من عندها يعقوب عمدت إلى منطقة اسحق فحزمتها على يوسف من تحت ثيابه ثم قالت لقد فقدت منطقة اسحق فانظروا من أخذها ومن أصابها فالتمست ثم قالت اكشفوا أهل البيت فكشفوهم فوجدوها مع يوسف فقالت والله انه لي لسلم أصنع فيه ما شئت قال وأتاها يعقوب فأخبرته الخبر فقال لها أنت وذاك إن كان فعل ذلك فهو سلم لك ما أستطيع غير ذلك فأمسكته فما قدر عليه يعقوب حتى ماتت قال فهو الذي يقول إخوة يوسف حين صنع بأخيه ما صنع حين أخذه (إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل) قال أبو جعفر فلما رأت اخوة يوسف شدة حب والدهم يعقوب إياه في صباه وطفولته وقلة صبره عنه حسدوه على مكانه منه وقال بعضهم لبعض (ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة) يعنون بالعصبة الجماعة وكانوا عشرة (إن أبانا لفى
(٢٣٢)