الشياطين قالوا للأرضة لو كنت تأكلين الطعام أتيناك بأطيب الطعام ولو كنت تشربين الشراب سقيناك أطيب الشراب ولكنا سننقل الماء والطين قال فهم ينقلون إليها ذاك حيث كانت قال ألم تر إلى الطين الذي يكون في جوف الخشب فهو ما يأتيها به الشياطين شكرا لها * وكان جميع عمر سليمان بن داود فيما ذكر نيفا وخمسين سنة وفى سنة أربع من ملكه ابتدأ ببناء بيت المقدس فيما ذكر * قال أبو جعفر ونرجع الآن إلى الخبر عمن ملك أقليم بابل والمشرق من ملوك الفرس بعد كيقباذ وملك بعد كيقباذ بن زاغ بن بوجباه كيقاوس ابن كيبيه بن كيقباذ الملك فذكر أنه قال يوم ملك أن الله تعالى إنما خولنا الأرض وما فيها لنسعى فيها بطاعته وأنه قتل جماعة من عظماء البلاد التي حوله وحمى بلاده ورعيته ممن حواليهم من الأعداء أن يتناولوا منها شيئا وأنه كان يسكن بلخ وأنه ولد له ابن لم ير مثله في عصره في جماله وكماله وتمام خلقه فسماه سياوخش وضمه إلى رستم الشديد بن دستان بن برامان بن حورنك بن كر شاسب ابن أثرط بن سهم بن نريمان وكان اصبهبذ سجستان وما يليه من قبله يربيه ويكفله وأوصاه به فاخذه منه رستم فمضى به معه إلى موضع عمله سجستان فرباه رستم ولم يزل في حجره يجمع له وهو طفل الحواضن والمرضعات ويتخيرهن له حتى إذا ترعرع جمع له المعلمين فتخير له منهم من اختاره ليعلمه حتى إذا قدر على الركوب علمه الفروسية حتى إذا تكامل فيه فنون الآداب وفاق في الفروسية قدم به على والده رجلا كاملا فامتحنه والده كيقاوس فوجده نافدا في كل ما أراد بارعا فسربه وكان كيقاوس تزوج فيما ذكر ابنة فراسيات ملك الترك وقيل بل إنها بنت ملك اليمن وكان يقال لها سوذابة وكانت ساحرة فهويت سياوخش ودعته إلى نفسها وأنه امتنع عليها وذكرت لها ولسياوخش قصة يطول بذكرها الكتاب غير أن
(٣٥٧)