ورم القناطر والجسور ووضعت بقايا بقيت من الخراج على الناس عنهم وكتبت إلى الناس عامة كتبا أعلمتهم ما هي عليه من الاحسان إليهم وذكرت حال من هلك من أهل بيت المملكة وانها ترجو أن يريهم الله من الرفاهة والاستقامة بمكانها ما يعرفون به إنه ليس ببطش الرجال تدوخ البلاد ولا ببأسهم تستباح العساكر ولا بمكايدهم ينال الظفر وتطفى النوائر ولكن كل ذلك يكون بالله عز وجل وأمرتهم بالطاعة وحضتهم على المناصحة وكانت كنبها جماعة لكل ما يحتاج إليه وأنها ردت خشبة الصليب على ملك الروم مع جاثليق يقال له إيشو عهب وكان ملكها سنة وأربعة أشهر ثم ملك بعدها رجل يقال له جشنسده من بنى عم ابرويز الأبعدين وكان ملكه أقل من شهر * ثم ملكت آزرميدخت بنت كسرى أبرويز بن هرمز بن كسرى أنو شروان ويقال إنها كانت من أجمل نسائهم وأنها قالت حين ملكت منهاجنا منهاج أبينا كسرى المنصور فان خالفنا أحد هرقنا دمه ويقال إنه كان عظيم فارس يومئذ فرخهرمز اصبهبذ خراسان فأرسل إليها يسألها أن تزوجه نفسها فراسلت إليه أن التزويج للملكة غير جائز وقد علمت أن دهرك فيما ذهبت إليه قضاء حاجتك وشهوتك منى فصر إلى ليلة كذا وكذا ففعل فرخهرمز وركب إليها في تلك الليلة وتقدمت آزر ميدخت إلى صاحب حرسها أن يترصده في الليلة التي تواعدا الالتقاء فيها حتى يقتله فنفذ صاحب حرسها لأمرها وأمرت به فجر برجله وطرح في رحبة دار المملكة فلما أصبحوا وجدوا فرخهرمز قتيلا فأمرت بجثته فغيبت وعلم أنه لم يقتل إلا لعظيمة وكان رستم بن فرخهرمز صاحب يزدجرد الذي وجه بعد لقتال العرب خليفة أبيه بخراسان فلما بلغه الخبر أقبل في جند عظيم حتى نزل المدائن وسمل عيني آزر ميدخت وقتلها وقال بعضهم بل سمت وكان ملكها ستة أشهر * ثم أتى برجل من عقب أردشير بن بابك كان ينزل الأهواز يقال له
(٦٣٠)