من بلاد الهند وهى أرض الجوهر قائدا من قواده في جند كثيف فقاتل ملكها فقتله واستولى عليها وحمل إلى كسرى منها أموالا عظيمة وجوهرا كثيرا ولم يكن ببلاد الفرس بنات آوى فتساقطت إليها من بلاد الترك في ملك كسرى أنوشروان فبلغ ذلك كسرى فبلغ ذلك منه مشقة فدعا بموبذان موبذ فقال إنه بلغنا تساقط هذه السباع إلى بلادنا وقد تعاظم الناس ذلك فتعجبنا من استعظامهم أمرها لهوانها فأخبرنا برأيك في ذلك فقال له موبذان موبذ فإني سمعت أيها الملك عمرك الله فقهاءنا يقولون متى لا يغمر في بلدة العدل الجور ويمحق بلى أهلها بغزو أعدائهم لهم وتساقط إليهم ما يكرهون وقد تخوفت أن يكون تساقط هذه السباع إلى بلادك لما أعلمتك من هذا الخطب فلم يلبث كسرى أن تناهى إليه أن فتيانا من الترك قد غزوا أقصى بلاده فأمر وزراءه وأصحاب أعماله أن لا يتعدوا فيما هم بسبيله العدل ولا يعملوا في شئ منه إلا به فصرف الله لما حرى من العدل ذلك العدو عن بلاده من غير أن يكون حاربهم أو كلف مؤنة في أمرهم * وكان لكسرى أولاد متأدبون فجعل الملك من بعده لهرمز ابنه الذي كانت أمه ابنة خاتون وخاقان لمعرفة كسرى إياه بالاقتصاد والاخذ بالوثيقة ومارجا بذلك من ضبط هرمز الملك وقدرته على تدبير الملك ورعيته ومعاملتهم * وكان مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم في عهد كسرى أنوشروان عام قدم أبرهة الأشرم أبو يكسوم مع الحبشة إلى مكة وساق فيه إليها الفيل يريد هدم بيت الله الحرام وذلك لمضى اثنتين وأربعين سنة من ملك كسرى أنوشروان وفى هذا العام كان يوم جبلة وهو يوم من أيام العرب مذكور ذكر مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم * حدثنا ابن المثنى قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي قال سمعت محمد ابن إسحاق يحدث عن المطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة عن أبيه عن جده قال ولدت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل * قال وسأل عثمان
(٥٧٠)