من يعلم في زمانه وأكثره حديثا عما كان قبله وما يكون في الزمان بعده فملك تبع ابن حسان بن تبع بن ملكيكرب بن تبع الأقرن فهابته حمير والعرب هيبة شديدة فبعث بابن أخته الحارث بن عمرو بن حجر الكندي في جيش عظيم إلى بلاد معد والحيرة وما والاها فسار إلى النعمان بن امرئ القيس ابن الشقيقة فقاتله فقتل النعمان وعدة من أهل بيته وهزم أصحابه وأفلته المنذر بن النعمان الأكبر وأمه ماء لسماء امرأة من النمر فذهب ملك آل النعمان وملك الحارث بن عمرو الكندي ما كانوا يملكون وقال هشام ملك بعد النعمان ابنه المنذر بن النعمان وأمه هند ابنة زيد مناة بن زيد الله بن عمر الغساني أربعا وأربعين سنة من ذلك في زمن بهرام جور بن يزدجرد ثماني سنين وتسعة أشهر وفى زمن يزدجرد بن بهرام ثماني عشرة سنة وفى زمن فيروز بن يزدجرد سبع عشرة سنة ثم ملك بعده ابنه الأسود ابن المنذر وأمه هرابنة النعمان من بنى الهيجمانة ابنة عمرو بن أبي ربيعة بن ذهل ابن شيبان وهو الذي أسرته فارس عشرين سنة من ذلك في زمن فيروز بن يزدجرد عشر سنين وفى زمن بلاش بن يزدجرد أربع سنين وفى زمن قباذ بن فيروز ست سنين (ثم قام بالملك) بعد فيروز بن يزدجرد ابنه بلاش ابن فيروز بن يزدجرد بن بهرام جور وكان قباذ أخوه قد نازعه الملك فغلب بلاش وهرب قباذ إلى خاقان ملك الترك يسأله المعونة والمدد فلما عقد التاج لبلاش على رأسه اجتمع إليه العظماء والاشراف فهنؤه ودعوا له وسألوه أن يكافئ سوخرا بما كان منه فخصه وأكرمه وحباه ولم يزل بلاش حسن السيرة حريصا على العمارة وكان بلغ من حسن نظره أنه كان لا يبلغه أن بيتا خرب وجلا أهله عنه إلا عاقب صاحب القرية التي فيها ذلك البيت على تركه انتعاشهم وسد فاقتهم حتى لا يضطروا إلى الجلاء عن أوطانهم وبنى بالسواد مدينة سماها بلاشاواذ وهى مدينة ساباط التي بقرب المدائن وكان ملكه أربع سنين * ثم ملك
(٥١٨)