الملائكة فقتلتهم الملائكة فلم يبق منهم غير زرج ونسائه ورقيقه فلما رأى ذلك زرج ولى مدبرا فارا هو ومن معه * وهو يقول إن اسا ظهر علانية أهلكني صديقه سرا وانى كنت أنظر إلى اسا ومن معه واقفين لا يقاتلون والحرب واقعة في قومي فلما رأى اسا ان زرجا قد ولى مدبرا قال اللهم ان زوجا قد ولى مدبرا وانك ان لم تخل بيني وبينه استنفر علينا قومه ثانية فأوحى الله إلى اسا انك لم تقتل من قتل منهم ولكني قتلتهم فقف مكانك فإني لو خليت بينك وبينهم أهلكوكم جميعا إنما يتقلب زرج في قبضتي ولن ينصره أحد منى وأنا لزرج بالمكان الذي لا يستطيع صدودا عنه ولا تحويلا وانى قد وهبت لك ولقومك عساكره وما فيها من فضة ومتاع ودابة فهذا أجرك إذ اعتصمت بي ولا ألتمس منك أجرا على نصرتك فسار زرج حتى أتى البحر يريد بذلك الهرب ومعه مائة ألف فهيأ وأسفنهم ثم ركبوا فيها فلما ساروا في البحر بعث الله الرياح من أطراف الأرضين والبحار إلى ذلك البحر واضطربت من كل ناحية أمواجه وضربت السفن بعضها بعضا حتى تكسرت فغرق زرج ومن كان معه واضطربت بهم الأمواج حتى فزع لذلك أهل القرى حولهم ورجفت الأرض فبعث أسا من يعلمه علم ذلك فأوحى الله إليه والله أعلم أن اهبط أنت وقومك أهل قراكم فخذوا ما غنمكم الله بقوة وكونوا فيه من الشاكرين فإني قد سوغت كل من أخذ من هذه العساكر شيئا ما أخذه فهبطوا يحمدون الله ويقدسونه فنقلوا تلك العساكر إلى قراهم ثلاثة أشهر والله أعلم * ثم ملك بعده يهوشا فاظا بن أسا إلى أن ملك خمسة وعشرين سنة ثم ملكت عتليا وتسمى غزليا ابنة عمرم أم أخزيا وكانت قتلت أولاد ملوك بني إسرائيل فلم يبق منهم الايواش بن أخزيا فإنه ستر عنها ثم قتلها يواش وأصحابه وكان ملكها سبع سنين ثم ملك يواش بن أخزيا إلى أن قتله أصحابه وهو الذي قتل جدته فكان ملكه أربعين سنة ثم ملك أموصيا بن يواش إلى أن قتله أصحابه تسعا وعشرين سنة ثم ملك عوزيا بن أموصيا وقد يقال لعوزيا غوزيا إلى أن توفى اثنتين وخمسين سنة ثم ملك يوتام بن عوزيا إلى أن توفى ست عشرة سنة ثم ملك أحاز بن يوتام
(٣٧٧)