ابن إسحاق عن بعض أصحابه أن عبد الله بن مسعود كان يقول وطؤه بأرجلهم حتى خرج قصبه من دبره وقال الله له ادخل الجنة فدخلها حيا يرزق فيها قد أذهب الله عنه سقم الدنيا وحزنها ونصبها فلما أفضى إلى رحمة الله وجنته وكرامته قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربى وجعلني من المكرمين وغضب الله له لاستضعافهم إياه غضبة لم يبق من القوم شيئا فعجل لهم النقمة بما استحلوا منه وقال (وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السما وما كنا منزلين) يقول ما كابدناهم بالمجموع أي الامر أيسر علينا من ذلك إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون فاهلك الله ذلك الملك وأهل أنطاكية فبادوا عن وجه الأرض فلم يبق منهم باقية * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن الحسن بن عمارة عن الحكم ابن عتيبة عن مقسم أبى القاسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل عن مجاهد عن عبد الله بن عباس أنه كان يقول كان اسم صاحب يس حبيب وكان الجذام قد أسرع فيه * حدثنا ابن بشار قال حدثنا مؤمل قال حدثنا سفيان عن عاصم الأحول عن أبي مخلد قال كان اسم صاحب يس حبيب بن مري كان فيهم شمسون وكان من أهل قرية من قرى الروم قد هداه الله لرشده وكان قومه أهل أوثان يعبدونها فكان من خبره وخبرهم فيما ذكر ما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن المغيرة بن أبي لبيد عن وهب بن منبه اليماني أن شمسون كان فيهم رجلا مسلما وكانت أمه قد جعلته نذيرة وكان من أهل قرية من قراهم كانوا كفارا يعبدون الأصنام وكان منزله منها على أميال غير كثيرة وكان يغزوهم وحده ويجاهدهم في الله فيصيب منهم وفيهم حاجته فيقتل ويسبي ويصيب المال وكان إذا لقيهم لقيهم بلحى بعير لا يلقاهم بغيره فإذا قاتلوه وقاتلهم وتعب وعطش انفجر له من الحجر الذي في اللحى ماء عذب فيشرب منه حتى يروى وكان قد أعطى قوة في البطش وكان لا يوثقه حديد ولا غيره وكان على ذلك يجاهدهم في الله ويغزوهم ويصيب منهم حاجته لا يقدرون منه على شئ حتى قالوا
(٤٦٤)