فارعوى قلبه فقال وما غبطه * حي إلى الممات يصير ثم بعد الفلاح والملك والأمة * وارتهم هناك القبور ثم أضحوا كأنهم ورق ج * ف فألوت به الصبا والدبور فكان ملك النعمان إلى أن ترك ملكه وساح في الأرض تسعا وعشرين سنة وأربعة أشهر قال ابن الكلبي من ذلك في زمن يزدجرد خمس عشرة سنة وفى زمن بهرام جور بن يزدجرد أربع عشرة سنة وأما العلماء من الفرس باخبارهم وأمورهم فإنهم يقولون في ذلك ما انا ذاكره ثم ملك بعد يزدجرد الأثيم ابنه بهرام جور ابن يزدجرد الخشن ابن بهرام كرمان شاه بن سابور ذي الأكتاف وذكر أن مولده كان هرمز درز فروردين ماه لسبع ساعات مضين من النهار فإن أباه يزدجرد دعا ساعة ولد بهرام بمن كان ببابه من المنجمين فأمرهم بإقامة كتاب مولده وتبينه بيانا يدل على الذي يؤول إليه كل أمره فقاسوا الشمس ونظروا في مطالع النجوم ثم أخبروا يزدجرد أن الله مورث بهرام ملك أبيه وان رضاعه بغير أرض يسكنها الفرس وأن من الرأي أن يربى بغير بلاده فاجال يزدجرد الرأي في دفعه في الرضاع والتربية إلى بعض من ببابه من الروم والعرب أو غيرهم ممن لم يكن من الفرس فبدا له في اختيار العرب لتربيته وحضانته فدعا بالمنذر بن النعمان واستحضنه بهرام وشرفه وأكرمه وملكه على العرب وحباه بمرتبتين سنيتين تدعى أحدهما رام أبروذ يزدجرد وتأويله زاد سرور يزدجرد والاخرى تدعى بمهشت وتأويلها أعظم الخول وأمر له بصلة وكسوة بقدر استحقاقه لذلك في منزلته وأمره أن يسير ببهرام إلى بلاد العرب فسار به المنذر إلى محلته منها واختار لرضاعه ثلاث نسوة ذوات أجسام صحيحة وأذهان ذكية وآداب رضية من بنات الاشراف منهن امرأتان من بنات العرب وامرأة من بنات العجم وأمر لهن بما أصلحهن من الكسوة والفرش والمطعم والمشرب وسائر ما احتجن إليه فتداولن رضا ثلاث سنين وفطم في السنة الرابعة حتى إذا أتت له خمس سنين قال للمنذر احضرني
(٥٠١)