3 - محمد بن علي الكاتب، كما في ترجمة إسحاق بن بشير (ر 171)، وأحمد ابن عبد الله الأشعري (ر 252).
قلت: هذا ما وقفنا عليه من رواية النجاشي عن عدة مشايخه، وتفسيرها حسب ما يستفاد من رواياته في الموارد المتفرقة. وبذلك يظهر مواقع النظر في كلام بعض المتأخرين قدس سر هم، ولعلك بالتأمل فيها ستقف على تلك أيضا، والله الهادي.
وثاقة مشايخ النجاشي:
يظهر من عدة من أصحابنا وثاقة مشايخ النجاشي (رحمه الله). وبها صرح غير واحد من أعاظم المتأخرين، وقد اعتمدوا على رواية جماعة ممن لم يصرح بتوثيقه من مشايخه، بدعوى أن المستفاد من جملة من كلماته أنه لا يروي إلا عن الثقات، وسيأتي إن شاء الله أن رواية من يعرف بذلك أمارة عامة على توثيق من روى عنه. وهذا بناءا على ظهور التزامه بعدم الرواية عن غير الثقات.
وما يمكن استظهاره منه أمور:
الأمر الأول: ما علل به لتركه الرواية عن بعض مشايخه، ففي ترجمة أحمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسن بن عياش الجوهري (ر 207) قال: كان سمع الحديث فأكثر، واضطرب في آخر عمره - إلى أن قال: - رأيت هذا الشيخ، وكان صديقا لي ولوالدي، وسمعت منه شيئا كثيرا، ورأيت شيوخنا يضعفونه، فلم أرو عنه شيئا وتجنبته، وكان من أهل العلم والأدب القوي، وطيب الشعر، وحسن الخط (رحمه الله) وسامحه. ومات سنة إحدى وأربعمائة.
وفي ترجمة محمد بن عبد الله أبي المفضل الشيباني (ر 1059) قال: سافر في طلب الحديث عمره. أصله كوفي وكان في أول أمره ثبتا ثم خلط. ورأيت جل أصحابنا يغمزونه ويضعفونه. له كتب كثيرة، - إلى أن قال: - رأيت هذا الشيخ