قلت: وقد حققنا القول في ذلك، واستقصينا ذكر من رووا عنه وما يمكن أن يرد على ذلك في فوائدنا في (قواعد الرجال).
من لا يطعن عليه في شئ:
ومما يشير إلى الرواية عن الثقات، والاجتناب عن الرواية عن الضعاف، المدح بكون الرجل ممن لا يطعن عليه في شئ من مذهبه، وطريقته ومشيخته، وغير ذلك من وجوه الطعن. فإذا روى مثله عمن لم يصرح بضعف يستكشف وثاقته عنده، وإلا فروايته عن الضعيف من أوضح ما يوجب الطعن عليه.
وفي الرواة من يعرف بذلك ومدحهم النجاشي به، وهؤلاء جماعة، مثل:
1 - عبد الله بن سنان، فيأتي في ترجمته (ر 558): كوفي، ثقة، من أصحابنا، جليل، لا يطعن عليه في شئ، - إلى أن ذكر كتبه، ثم قال: - روى هذه الكتب عنه جماعات من أصحابنا لعظمته في الطائفة، وثقته وجلالته...، إلخ.
2 - عبيد بن زرارة، فيأتي في ترجمته (ر 618): ثقة، عين، لا لبس فيه ولا شك...، إلخ.
3 - محمد بن الحسن بن أبي سارة الرواسي وأهل بيته، فيأتي في ترجمته (ر 886) بعد ذكرهم وأنهم أهل بيت فضل وأدب، قال: وهم ثقات لا يطعن عليهم بشئ.
4 - أحمد بن محمد بن أحمد الجرجاني ففي ترجمته (ر 208): كان ثقة في حديثه، ورعا، لا يطعن عليه...، إلخ.
5 - علي بن مهزيار، فيأتي في ترجمته (ر 664) بعد مدحه، قوله: كان ثقة في روايته، لا يطعن عليه، صحيحا اعتقاده...، إلخ.
6 - علي بن سليمان الزراري ففي ترجمته (ر 681)، قال: كان ورعا، ثقة