فرض الحج إنما نزل في سنة عشر وهي السنة التي حج النبي صلى الله عليه وسلم فيها وقيل في سنة تسع فإن كان في سنة تسع فجائز أن يكون بعد حجة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وإن كان في سنة عشر فقد انتفى أن يكون واجبا قبله والذي يدل على هذا ظاهر الحال وهو أن أبا بكر لم يحج في تلك السنة حجة الاسلام وإنما أمره النبي صلى الله عليه وسلم بحضور الموسم والوقوف بتلك المشاهد متنفلا به على الرسم الذي كانوا يحجونه ليعلم العرب ومن شهد ذلك الموسم أن من شريعة الرسول صلى الله عليه وسلم فعل الحج اقتداء بسنة إبراهيم صلى الله عليه وسلم والدليل على أنه لم يحج حجة فرضه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حج في السنة الثانية خطب الناس في عرفات فقال إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض فروي في معنى ذلك أن الحج قد صار في تلك السنة إلى
(١١٥)