بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ١ - الصفحة ٤٧٦
وهذا بخلاف ما كان منها بلسان أنه ما هو الشرط واقعا (1)، كما هو لسان الامارات، فلا يجزي، فإن دليل حجيته حيث كان بلسان أنه واجد لما هو شرطه الواقعي، فبارتفاع الجهل ينكشف أنه لم يكن كذلك، بل كان لشرطه فاقدا هذا على ما هو الأظهر الأقوى في الطرق والامارات، من
____________________
(1) اختلف في مفاد دليل الاستصحاب.
فقيل: ان مفاده جعل الحكم في مقام اليقين السابق والشك اللاحق، كمفاد قاعدتي الطهارة والحلية.
وقيل: ان مفاده جعل المنجزية والمعذرية، كمفاد الامارة بناء على الطريقية.
والمختار للمصنف في الاستصحاب هو القول الأول، فشأنه عنده (قدس سره) شأن قاعدة الطهارة، ولذا قال: ((واستصحابهما في وجه قوي)) فالماء المسبوق باليقين بالطهارة، واللباس المسبوق باليقين بالحلية الملحوقان بالشك فعلا قد جعلت فيهما الشرطية، فليس لهما انكشاف الخلاف، والامر فيهما كما بيناه في قاعدتي الطهارة والحلية: ان لازم ذلك الاجزاء، فلا إعادة وان انكشف الخلاف في الوقت، وإذا لم تكن إعادة في الوقت فلا قضاء في خارجه، ولذا قال (قدس سره): ((فانكشاف الخلاف فيه)): أي في الشرط الذي هو أعم من الواقع والظاهر، بل الشرط في الحكم الظاهري واقعي أيضا من ناحية ترتب الأثر عليه فحينئذ ((لا يكون موجبا لانكشاف فقدان العمل لشرطه)) لأنه إذا كان مفاده ان مشكوك الطهارة المسبوق باليقين له جميع ما للماء الطاهر واقعا من الآثار بالنسبة إلى صحة الصلاة لا يكون لهذا المعنى انكشاف الخلاف، فإنه ليس لضم غير الواقع إلى الواقع في جميع الآثار انكشاف الخلاف، بل يكون انكشاف الخلاف فيه من قبيل تبدل الموضوع، كالمسافر يكون حاضرا أو الحاضر يكون مسافرا، ومثل هذا ليس له انكشاف الخلاف، ولذا قال (قدس سره): ((بالنسبة اليه يكون من قبيل ارتفاعه من حين ارتفاع الجهل)).
(٤٧٦)
مفاتيح البحث: الجهل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 470 471 473 474 475 476 477 478 479 480 481 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 موضوع العلم 1
2 تمايز العلوم 11
3 موضوع علم الأصول 14
4 تعريف علم الأصول 22
5 في الوضع 24
6 أقسام الوضع 26
7 تحقيق المعنى الحرفي 29
8 الخبر والانشاء 36
9 أسماء الإشارة 38
10 في كيفية المجاز 40
11 استعمال اللفظ في اللفظ 41
12 الدلالة هل تتبع الإرادة أم لا؟ 48
13 هل للمركبات وضع مستقل؟ 54
14 علامات الحقيقة والمجاز 56
15 التبادر 57
16 صحة السلب 59
17 الاطراد وعدمه 63
18 تعارض الأحوال 65
19 ثبوت الحقيقة الشرعية وعدمه 68
20 في الصحيح والأعم 81
21 وضع ألفاظ العبادات 105
22 في الاشتراك 143
23 استعمال اللفظ في أكثر من معنى 149
24 في المشتق 163
25 اسم الزمان 175
26 الافعال والمصادر 178
27 دلالة الفعل على الزمان 179
28 امتياز الحرف عن الامر والفعل 188
29 اختلاف مبادئ المشتقات 193
30 المراد بالحال 196
31 تأسيس الأصل 204
32 الخلاف في المشتق 207
33 تبادر التلبس 209
34 صحة السلب عن المنقضي 210
35 المضاد دليل الاشتراط 211
36 اشكال على صحة السلب 222
37 أدلة كون المشتق حقيقة في المنقضي 227
38 مفهوم المشتق 242
39 الفرق بين المشتق والمبدأ 268
40 دفع اشتباه الفصول 274
41 كيفية جري الصفات على الله تعالى 278
42 كيفية قيام المبادئ بالذات 280
43 معاني لفظ الامر 295
44 اعتبار العلو في الامر 302
45 إفادة الامر الوجوب 305
46 الطلب والإرادة 314
47 معاني صيغة الامر 351
48 في أن الصيغة حقيقة في أي معنى 358
49 الجمل الخبرية المستعملة في الطلب 363
50 دلالة صيغة الامر على الوجوب 369
51 في التعبدي والتوصلي 373
52 مقتضى اطلاق الصيغة 406
53 الامر عقيب الحظر 409
54 في المرة والتكرار 414
55 المراد بالمرة والتكرار 423
56 فيما يحصل به الامتثال 429
57 في الفور والتراخي 435
58 الاتيان فورا ففورا 441
59 في الاجزاء 443