لا يقال: كيف يكون علامة مع توقفه على العلم بأنه موضوع له كما هو واضح. فلو كان العلم به موقوفا عليه لدار (2).
فإنه يقال: الموقوف عليه غير الموقوف عليه، فان العلم التفصيلي بكونه موضوعا له موقوف على التبادر، وهو موقوف على العلم الاجمالي الارتكازي به لا التفصيلي، فلا دور. هذا إذا كان المراد به التبادر عند المستعلم.
____________________
(1) قد ذكر للحقيقة علامات:
منها، تنصيص علماء اللغة: وهو يتوقف على حجية قول اللغوي، وسيأتي الحق فيه عند التعرض له في مباحث الظن.
ومنها، التبادر: وهو انسباق المعنى إلى الذهن من حاق اللفظ من دون قرينة، ولا شك انه من علائم الحقيقة، لأن انسباق المعنى من اللفظ ينحصر في أمرين: اما الوضع له، أو لاستعمال اللفظ فيه مجازا وبالقرينة، وحيث فرض انه لا قرينة، فلا بد وأن يكون للعلم بالوضع.
(2) حاصله: لا اشكال في أن التبادر يتوقف على العلم بالوضع، وإلا لحصل لعامة الناس، ولا شبهة انه لا يحصل التبادر في لغة العرب لغير العربي، كما لا يحصل للعربي في اللغات الأخرى، حيث لم يكن من أهل اللغة أيضا.
فاتضح: ان التبادر يتوقف على العلم بالوضع، فإذا كان متوقفا على العلم بالوضع فكيف يكون علامة على العلم بالوضع، فان جعله من علائم الحقيقة معناه ان يكون التبادر موجبا للعلم بالوضع وان اللفظ حقيقة في المعنى، فما كان معلولا للعلم بالوضع كيف يكون علة للعلم بالوضع. وهل هذا إلا دور واضح؟.
منها، تنصيص علماء اللغة: وهو يتوقف على حجية قول اللغوي، وسيأتي الحق فيه عند التعرض له في مباحث الظن.
ومنها، التبادر: وهو انسباق المعنى إلى الذهن من حاق اللفظ من دون قرينة، ولا شك انه من علائم الحقيقة، لأن انسباق المعنى من اللفظ ينحصر في أمرين: اما الوضع له، أو لاستعمال اللفظ فيه مجازا وبالقرينة، وحيث فرض انه لا قرينة، فلا بد وأن يكون للعلم بالوضع.
(2) حاصله: لا اشكال في أن التبادر يتوقف على العلم بالوضع، وإلا لحصل لعامة الناس، ولا شبهة انه لا يحصل التبادر في لغة العرب لغير العربي، كما لا يحصل للعربي في اللغات الأخرى، حيث لم يكن من أهل اللغة أيضا.
فاتضح: ان التبادر يتوقف على العلم بالوضع، فإذا كان متوقفا على العلم بالوضع فكيف يكون علامة على العلم بالوضع، فان جعله من علائم الحقيقة معناه ان يكون التبادر موجبا للعلم بالوضع وان اللفظ حقيقة في المعنى، فما كان معلولا للعلم بالوضع كيف يكون علة للعلم بالوضع. وهل هذا إلا دور واضح؟.