رابعها: إن اختلاف المشتقات في المبادئ، وكون المبدأ في بعضها حرفة وصناعة، وفي بعضها قوة وملكه، وفي بعضها فعليا، لا يوجب اختلافا في دلالتها بحسب الهيئة أصلا، ولا تفاوتا في الجهة المبحوث عنها، كما لا يخفى، غاية الأمر إنه يختلف التلبس به في المضي أو الحال، فيكون التلبس به فعلا، لو أخذ حرفة أو ملكة، ولو لم يتلبس به إلى الحال، أو
____________________
كلام من قال: ان المعنى جزئي على المعنى المتقيد باللحاظ، وكلام من قال: ان المعنى كلي على المعنى الملحوظ بنفسه من دون تقيده باللحاظ.
وقد ظهر أيضا: ان الاشكال الموجب لكون الموضوع له الحرف جزئيا لا يختص بالحرف، بل يعم الاسم أيضا، وينبغي ان يكون الموضوع له الاسم أيضا جزئيا.
وما به يدفع الاشكال في الحرف: من أن الموضوع له فيه نفس المعنى غير المتقيد باللحاظ فيكون كليا به - أيضا - يندفع الاشكال في الاسم، فالمعنى الموضوع له فيه كلي أيضا، والى هذا أشار بقوله: ((ومنه ظهر عدم اختصاص الاشكال إلى آخره)). إلا انك عرفت - فيما سبق - ان الكلية والجزئية من صفات نفس المعنى من دون تقيده باللحاظ باعتبار صدق الماهية على كثيرين، وعدم صدقها على الكثيرين، فان الظاهر أن المقسم في الكلية والجزئية واحد وهو نفس المعنى من دون اخذ اللحاظ فيه.
(1) لا يخفى ان الفائدة والإفادة التي ذكرها هنا ولم يتعرض لها فيما سبق هو: ان المعنى يكون باعتبار نفسه كليا طبيعيا، وباعتبار تقيده باللحاظ جزئيا ذهنيا وانه لا منافاة بين كون المعنى جزئيا ذهنيا، وكونه كليا عقليا بناء على ما اصطلحه في الكلي العقلي، والتوفيق بين جزئية المعنى وكليته.
وقد ظهر أيضا: ان الاشكال الموجب لكون الموضوع له الحرف جزئيا لا يختص بالحرف، بل يعم الاسم أيضا، وينبغي ان يكون الموضوع له الاسم أيضا جزئيا.
وما به يدفع الاشكال في الحرف: من أن الموضوع له فيه نفس المعنى غير المتقيد باللحاظ فيكون كليا به - أيضا - يندفع الاشكال في الاسم، فالمعنى الموضوع له فيه كلي أيضا، والى هذا أشار بقوله: ((ومنه ظهر عدم اختصاص الاشكال إلى آخره)). إلا انك عرفت - فيما سبق - ان الكلية والجزئية من صفات نفس المعنى من دون تقيده باللحاظ باعتبار صدق الماهية على كثيرين، وعدم صدقها على الكثيرين، فان الظاهر أن المقسم في الكلية والجزئية واحد وهو نفس المعنى من دون اخذ اللحاظ فيه.
(1) لا يخفى ان الفائدة والإفادة التي ذكرها هنا ولم يتعرض لها فيما سبق هو: ان المعنى يكون باعتبار نفسه كليا طبيعيا، وباعتبار تقيده باللحاظ جزئيا ذهنيا وانه لا منافاة بين كون المعنى جزئيا ذهنيا، وكونه كليا عقليا بناء على ما اصطلحه في الكلي العقلي، والتوفيق بين جزئية المعنى وكليته.