ومنه قد انقدح ما في الفصول، من الالتزام بالنقل أو التجوز في ألفاظ الصفات الجارية عليه تعالى، بناء على الحق من العينية، لعدم المغايرة المعتبرة بالاتفاق، وذلك لما عرفت من كفاية المغايرة مفهوما، ولا اتفاق على اعتبار غيرها، إن لم نقل بحصول الاتفاق على عدم اعتباره، كما لا يخفى، وقد عرفت ثبوت المغايرة كذلك بين الذات ومبادئ الصفات.
الخامس: إنه وقع الخلاف بعد الاتفاق على اعتبار المغايرة كما عرفت بين المبدأ وما يجري عليه المشتق، في اعتبار قيام المبدأ به، في صدقه على نحو الحقيقة، وقد استدل من قال بعدم الاعتبار، بصدق الضارب والمؤلم، مع قيام الضرب والا لم بالمضروب والمؤلم بالفتح.
والتحقيق: إنه لا ينبغي أن يرتاب من كان من أولى الألباب، في أنه يعتبر في صدق المشتق على الذات وجريه عليها، من التلبس بالمبدأ بنحو خاص، على اختلاف أنحائه الناشئة من اختلاف المواد تارة، واختلاف الهيئات أخرى، من القيام صدورا أو حلولا أو وقوعا عليه أو فيه، أو
____________________
(1) هذا منه على خلاف اصطلاح القوم، فان صفات الجلال عندهم هي الصفات السلبية، كليس بجسم، وليس بمتحيز، وليس بمركب وليست له ماهية. وهم انما قالوا بالاتحاد والعينية بين الواجب وصفاته الثبوتية المعبر عنها بالصفات الجمالية والكمالية فلابد وأن يكون الجلال في كلام المصنف تفسيرا للكمال، وهذا جار على غير اصطلاح القوم، كما أن الرحيم والعالم ليست من الصفات الجلالية بحسب الاصطلاح.