بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ١ - الصفحة ٤٠٦
المبحث السادس: قضية إطلاق الصيغة، كون الوجوب نفسيا تعيينيا عينيا، لكون كل واحد مما يقابلها يكون فيه تقيد الوجوب وتضيق دائرته، فإذا كان في مقام البيان، ولم ينصب قرينة عليه، فالحكمة تقتضي كونه مطلقا، وجب هناك شيء آخر أو لا، أتى بشيء آخر أو لا، أتى به آخر أو لا، كما هو واضح لا يخفى (1).
____________________
من أي سنخ هو فلابد للشارع ان يلحق الأمر الأول بأمر ثان ليتم البيان، ويحصل الغرض الداعي للامر، فان الغرض كما يدعو للامر الأول يدعو أيضا للامر الثاني حيث لا طريق للعقل إلى ادراكه، بل يمكن ان يقال: انه لا يشترط في مجرى البراءة ان يدل الشارع على دخالة قصد القربة في متعلق الأمر بأمر ثان، بل يكون مجرى البراءة العقلية والشرعية متحققا إذا بين الشارع دخالة قصد القربة، ولو بنحو الاخبار والارشاد إلى دخالته في الغرض، وكونه جزءا في الواقع، لأن مجرى البراءة العقلية موضوعه البيان ولا اختصاص بخصوص البيان بنحو الامر، والبراءة الشرعية وان كان مجراها لابد فيه من امكان الوضع والرفع، الا ان الوضع والرفع أيضا لا يختص بالبيان بنحو الامر، بل بما هو مخبر ومرشد إلى دخالة الشيء في الواقع يمكنه أيضا ان يضع ويرفع، فان من جملة طرق امكان الرفع والوضع الاخبار من الشارع بالدخالة وعدم الدخالة، فالشارع في هذا المقام وان كان مخبرا الا انه حيث لا طريق إلى هذا الخبر الا من ناحية الشارع، يكون هذا الطريق نحوا مما هو امره بيد الشارع أيضا. هذا، مضافا إلى ما ذكرنا في التعليقة على هذا الشرح: من امكان اخذ قصد القربة في متعلق الأمر الواحد، وانه لا يرد عليه شيء من المحاذير التي ذكرت في امتناع اخذه فراجع.
(1) لا يخفى ان الوجوب جامع بين جميع افراده: من الوجوب النفسي والوجوب الغيري، والوجوب التعييني والوجوب التخييري، والوجوب العيني والوجوب
(٤٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 396 397 400 402 405 406 409 411 412 414 415 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 موضوع العلم 1
2 تمايز العلوم 11
3 موضوع علم الأصول 14
4 تعريف علم الأصول 22
5 في الوضع 24
6 أقسام الوضع 26
7 تحقيق المعنى الحرفي 29
8 الخبر والانشاء 36
9 أسماء الإشارة 38
10 في كيفية المجاز 40
11 استعمال اللفظ في اللفظ 41
12 الدلالة هل تتبع الإرادة أم لا؟ 48
13 هل للمركبات وضع مستقل؟ 54
14 علامات الحقيقة والمجاز 56
15 التبادر 57
16 صحة السلب 59
17 الاطراد وعدمه 63
18 تعارض الأحوال 65
19 ثبوت الحقيقة الشرعية وعدمه 68
20 في الصحيح والأعم 81
21 وضع ألفاظ العبادات 105
22 في الاشتراك 143
23 استعمال اللفظ في أكثر من معنى 149
24 في المشتق 163
25 اسم الزمان 175
26 الافعال والمصادر 178
27 دلالة الفعل على الزمان 179
28 امتياز الحرف عن الامر والفعل 188
29 اختلاف مبادئ المشتقات 193
30 المراد بالحال 196
31 تأسيس الأصل 204
32 الخلاف في المشتق 207
33 تبادر التلبس 209
34 صحة السلب عن المنقضي 210
35 المضاد دليل الاشتراط 211
36 اشكال على صحة السلب 222
37 أدلة كون المشتق حقيقة في المنقضي 227
38 مفهوم المشتق 242
39 الفرق بين المشتق والمبدأ 268
40 دفع اشتباه الفصول 274
41 كيفية جري الصفات على الله تعالى 278
42 كيفية قيام المبادئ بالذات 280
43 معاني لفظ الامر 295
44 اعتبار العلو في الامر 302
45 إفادة الامر الوجوب 305
46 الطلب والإرادة 314
47 معاني صيغة الامر 351
48 في أن الصيغة حقيقة في أي معنى 358
49 الجمل الخبرية المستعملة في الطلب 363
50 دلالة صيغة الامر على الوجوب 369
51 في التعبدي والتوصلي 373
52 مقتضى اطلاق الصيغة 406
53 الامر عقيب الحظر 409
54 في المرة والتكرار 414
55 المراد بالمرة والتكرار 423
56 فيما يحصل به الامتثال 429
57 في الفور والتراخي 435
58 الاتيان فورا ففورا 441
59 في الاجزاء 443