بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ١ - الصفحة ٢٠٧
فإذا عرفت ما تلونا عليك، فاعلم أن الأقوال في المسألة وإن كثرت، إلا أنها حدثت بين المتأخرين، بعد ما كانت ذات قولين بين المتقدمين (1)،
____________________
(1) لما فرغ من الكلام على الأصل اللفظي تعرض لبيان الأصل العملي.
وحاصله: انه مع الشك في أن المشتق موضوع لخصوص المتلبس، أو للأعم منه وما انقضى عنه المبدأ فورد - مثلا - أكرم كل عالم.
فنقول: ان كان ورود الحكم بعد انقضاء المبدأ: بان كان زيد في حال ورود الحكم ليس بعالم، ولكنه كان عالما في الزمان المنقضي، فيشك فعلا في وجوب اكرامه، فحيث انه لا دليل لفظي يعين ان زيدا يصدق عليه العالم أو اللا عالم، يكون وجوب اكرامه مشكوكا، ومتى شك في أصل التكليف فالمرجع البراءة عن وجوب اكرامه.
لا يقال: انه لا داعي إلى البراءة فان استصحاب عدم وجوب اكرامه يغني عن البراءة، لأن الاستصحاب إذا جرى يغنى عن البراءة.
فإنه يقال أولا: ان معنى هذا اسقاط أصل البراءة وحصرها في موارد عدم جريان الاستصحاب وهي نادرة، فان أغلب موارد البراءة تجري فيها اصالة العدم.
ثانيا: ان هذا الأصل ليس الا الأصل العدمي الأزلي وهو لا ينبغي تقدمه على البراءة لأن هذا الاستصحاب معناه البناء على عدم التكليف والحكم أصلا في مرحلة الظاهر، والبراءة تدل على كون التكليف الظاهري والحكم المجعول في الظاهر هو ارخاء العنان والحلية، فالاستصحاب بالنسبة إليها كنسبه اللا اقتضاء والاقتضاء. هذا إذا ورد أكرم كل عالم في حال انقضاء العالمية.
واما إذا ورد الايجاب في حال كون زيد متلبسا بالعالمية ثم بعد زالت عنه فالاستصحاب يقتضي وجوب اكرامه، لأنه كان واجب الاكرام والآن نشك في وجوب اكرامه فيستصحب وجوب اكرامه، لكنه انما يجري فيما إذا كان الشك في ناحية الشبهة الموضوعية لا في المقام فان الشك فيه من ناحية الشبهة الحكمية ولا يجري
(٢٠٧)
مفاتيح البحث: يوم عرفة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 204 205 206 207 208 209 211 212 213 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 موضوع العلم 1
2 تمايز العلوم 11
3 موضوع علم الأصول 14
4 تعريف علم الأصول 22
5 في الوضع 24
6 أقسام الوضع 26
7 تحقيق المعنى الحرفي 29
8 الخبر والانشاء 36
9 أسماء الإشارة 38
10 في كيفية المجاز 40
11 استعمال اللفظ في اللفظ 41
12 الدلالة هل تتبع الإرادة أم لا؟ 48
13 هل للمركبات وضع مستقل؟ 54
14 علامات الحقيقة والمجاز 56
15 التبادر 57
16 صحة السلب 59
17 الاطراد وعدمه 63
18 تعارض الأحوال 65
19 ثبوت الحقيقة الشرعية وعدمه 68
20 في الصحيح والأعم 81
21 وضع ألفاظ العبادات 105
22 في الاشتراك 143
23 استعمال اللفظ في أكثر من معنى 149
24 في المشتق 163
25 اسم الزمان 175
26 الافعال والمصادر 178
27 دلالة الفعل على الزمان 179
28 امتياز الحرف عن الامر والفعل 188
29 اختلاف مبادئ المشتقات 193
30 المراد بالحال 196
31 تأسيس الأصل 204
32 الخلاف في المشتق 207
33 تبادر التلبس 209
34 صحة السلب عن المنقضي 210
35 المضاد دليل الاشتراط 211
36 اشكال على صحة السلب 222
37 أدلة كون المشتق حقيقة في المنقضي 227
38 مفهوم المشتق 242
39 الفرق بين المشتق والمبدأ 268
40 دفع اشتباه الفصول 274
41 كيفية جري الصفات على الله تعالى 278
42 كيفية قيام المبادئ بالذات 280
43 معاني لفظ الامر 295
44 اعتبار العلو في الامر 302
45 إفادة الامر الوجوب 305
46 الطلب والإرادة 314
47 معاني صيغة الامر 351
48 في أن الصيغة حقيقة في أي معنى 358
49 الجمل الخبرية المستعملة في الطلب 363
50 دلالة صيغة الامر على الوجوب 369
51 في التعبدي والتوصلي 373
52 مقتضى اطلاق الصيغة 406
53 الامر عقيب الحظر 409
54 في المرة والتكرار 414
55 المراد بالمرة والتكرار 423
56 فيما يحصل به الامتثال 429
57 في الفور والتراخي 435
58 الاتيان فورا ففورا 441
59 في الاجزاء 443