بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ١ - الصفحة ٤٠٩
المبحث السابع: إنه اختلف القائلون بظهور صيغة الامر في الوجوب وضعا أو إطلاقا فيما إذا وقع عقيب الحظر أو في مقام توهمه على أقوال: نسب إلى المشهور ظهورها في الإباحة. وإلى بعض العامة ظهورها في الوجوب، وإلى بعض تبعيتها لما قبل النهي، إن علق الامر بزوال علة النهي، إلى غير ذلك (1).
____________________
والحال كما ذكرنا في التعييني والتخييري، لأن القيد في التخييري وجودي، لأن التخييري هو الواجب الذي يجوز تركه إلى بدل، بخلاف التعييني فإنه الواجب الذي لا يجوز تركه إلى بدل.
وكذلك الحال في العيني والكفائي، فان الواجب الكفائي هو الواجب الذي يجوز تركه إذا اتى به مكلف آخر، بخلاف الواجب العيني فإنه الواجب الذي لا يجوز تركه أتى به مكلف آخر أو لم يأت به.
فالقيود في النفسية والتعيينية والعينية كلها عدمية، وفي مقابلها من الغيرية والتخييرية والكفائية وجودية، والقيد الوجودي هو المحتاج إلى البيان، ويلزم نقض الغرض وخلاف الحكمة من عدم ذكره لو كان هو المراد.
فاتضح: ان الاطلاق يقتضي كون الوجوب نفسيا تعيينيا عينيا، ولذا قال (قدس سره): ((فالحكمة تقتضي كونه مطلقا)): أي نفسيا غير مقيد بوجوب آخر، فهو واجب سواء ((وجب)) هناك ((شيء آخر أو لا)) والاطلاق يقتضي كونه تعيينيا: أي ان وجوبه غير مربوط ومقيد بأنه يجوز تركه إذا أتى بشيء آخر وهو واجب سواء ((أتى بشيء آخر أو لا)) والاطلاق يقتضي العينية: أي ان الوجوب غير مربوط بأنه يجوز تركه إذا أتى به مكلف آخر، بل هو واجب سواء ((أتي به آخر أولا)).
(1) لا يخفى ان القائلين هنا بظهورها في الإباحة أو في تبعيتها لما قبل النهي أو غير ذلك من الأقوال لا يريدون انها تكون لها حقيقة أخرى في المعنى الذي يدعونه: بمعنى ان للصيغة وضعين، بل مرادهم انها حقيقة في الوجوب لا غير، وليس لها الا
(٤٠٩)
مفاتيح البحث: النهي (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 397 400 402 405 406 409 411 412 414 415 416 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 موضوع العلم 1
2 تمايز العلوم 11
3 موضوع علم الأصول 14
4 تعريف علم الأصول 22
5 في الوضع 24
6 أقسام الوضع 26
7 تحقيق المعنى الحرفي 29
8 الخبر والانشاء 36
9 أسماء الإشارة 38
10 في كيفية المجاز 40
11 استعمال اللفظ في اللفظ 41
12 الدلالة هل تتبع الإرادة أم لا؟ 48
13 هل للمركبات وضع مستقل؟ 54
14 علامات الحقيقة والمجاز 56
15 التبادر 57
16 صحة السلب 59
17 الاطراد وعدمه 63
18 تعارض الأحوال 65
19 ثبوت الحقيقة الشرعية وعدمه 68
20 في الصحيح والأعم 81
21 وضع ألفاظ العبادات 105
22 في الاشتراك 143
23 استعمال اللفظ في أكثر من معنى 149
24 في المشتق 163
25 اسم الزمان 175
26 الافعال والمصادر 178
27 دلالة الفعل على الزمان 179
28 امتياز الحرف عن الامر والفعل 188
29 اختلاف مبادئ المشتقات 193
30 المراد بالحال 196
31 تأسيس الأصل 204
32 الخلاف في المشتق 207
33 تبادر التلبس 209
34 صحة السلب عن المنقضي 210
35 المضاد دليل الاشتراط 211
36 اشكال على صحة السلب 222
37 أدلة كون المشتق حقيقة في المنقضي 227
38 مفهوم المشتق 242
39 الفرق بين المشتق والمبدأ 268
40 دفع اشتباه الفصول 274
41 كيفية جري الصفات على الله تعالى 278
42 كيفية قيام المبادئ بالذات 280
43 معاني لفظ الامر 295
44 اعتبار العلو في الامر 302
45 إفادة الامر الوجوب 305
46 الطلب والإرادة 314
47 معاني صيغة الامر 351
48 في أن الصيغة حقيقة في أي معنى 358
49 الجمل الخبرية المستعملة في الطلب 363
50 دلالة صيغة الامر على الوجوب 369
51 في التعبدي والتوصلي 373
52 مقتضى اطلاق الصيغة 406
53 الامر عقيب الحظر 409
54 في المرة والتكرار 414
55 المراد بالمرة والتكرار 423
56 فيما يحصل به الامتثال 429
57 في الفور والتراخي 435
58 الاتيان فورا ففورا 441
59 في الاجزاء 443