بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ١ - الصفحة ٤٨١
في الوقت (1)، واستصحاب عدم كون التكليف بالواقع فعليا في الوقت لا يجدي، ولا يثبت كون ما أتى به مسقطا، إلا على القول بالأصل
____________________
(1) وتوضيحه: ان الأصل الذي يرجع اليه في الفرض المذكور: وهو ما إذا شك في أن مفاد دليل الحجية الطريقية أو السببية هو اصالة عدم الاتيان بما يسقط معه التكليف: أي استصحاب عدم الاتيان بما يسقط معه التكليف وتبرأ به الذمة. وحيث إن المستصحب لابد اما ان يكون مجعولا شرعيا أو موضوعا ذا اثر مجعول، ونفس عدم الاتيان ليس بمجعول شرعي، لوضوح انه من الأمور التكوينية، ولم يظهر من الاخبار انه موضوع لاثر مجعول، فلابد وأن يكون مراده من استصحاب عدم الاتيان هو استصحاب شغل الذمة بالتكليف، لأنه قبل انكشاف الخلاف وقبل الاتيان بما قامت عليه الامارة يقطع باشتغال الذمة بالتكليف، وبعد الاتيان بما قامت عليه الامارة وانكشاف الخلاف نشك في سقوط التكليف الذي كانت الذمة مشغولة به يقينا، لأن الامارة ان كان مفادها الطريقية فما شغلت الذمة به لم يسقط، لعدم الاتيان به ولا بد له، لأنه على الطريقية لا بدل له، وان كان مفادها السببية فقد سقط، وحيث كان لنا يقين بشغل الذمة، والآن نشك في فراغها فنستصحب شغل الذمة، فثبت بسبب الاستصحاب تكليف بالفعل بالإعادة في الوقت.
ويظهر من بعض مشايخنا (1) - طاب ثراه - في حاشيته في المقام: ان المستصحب هو كلي التكليف من القسم الثاني من اقسام استصحاب الكلي المردد بين الفرد الطويل والفرد القصير، وان المستصحب هو المردد بين التكليف الفعلي الواقعي على الطريقية، وبين التكليف الفعلي البدلي على السببية، فإن كان هو الفرد الواقعي فهو باق والذمة مشغولة به بعد انكشاف الخلاف، وان كان هو البدلي فقد ارتفع التكليف وبرئت الذمة. ويمكن ان يناقش فيما ذكره (قدس سره).

(١) وهو العلامة المحقق المشكيني (قدس سره)، راجع حاشيته على كفاية الأصول: ج 1، ص 134.
(٤٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 476 477 478 479 480 481 483 484 487 488 489 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 موضوع العلم 1
2 تمايز العلوم 11
3 موضوع علم الأصول 14
4 تعريف علم الأصول 22
5 في الوضع 24
6 أقسام الوضع 26
7 تحقيق المعنى الحرفي 29
8 الخبر والانشاء 36
9 أسماء الإشارة 38
10 في كيفية المجاز 40
11 استعمال اللفظ في اللفظ 41
12 الدلالة هل تتبع الإرادة أم لا؟ 48
13 هل للمركبات وضع مستقل؟ 54
14 علامات الحقيقة والمجاز 56
15 التبادر 57
16 صحة السلب 59
17 الاطراد وعدمه 63
18 تعارض الأحوال 65
19 ثبوت الحقيقة الشرعية وعدمه 68
20 في الصحيح والأعم 81
21 وضع ألفاظ العبادات 105
22 في الاشتراك 143
23 استعمال اللفظ في أكثر من معنى 149
24 في المشتق 163
25 اسم الزمان 175
26 الافعال والمصادر 178
27 دلالة الفعل على الزمان 179
28 امتياز الحرف عن الامر والفعل 188
29 اختلاف مبادئ المشتقات 193
30 المراد بالحال 196
31 تأسيس الأصل 204
32 الخلاف في المشتق 207
33 تبادر التلبس 209
34 صحة السلب عن المنقضي 210
35 المضاد دليل الاشتراط 211
36 اشكال على صحة السلب 222
37 أدلة كون المشتق حقيقة في المنقضي 227
38 مفهوم المشتق 242
39 الفرق بين المشتق والمبدأ 268
40 دفع اشتباه الفصول 274
41 كيفية جري الصفات على الله تعالى 278
42 كيفية قيام المبادئ بالذات 280
43 معاني لفظ الامر 295
44 اعتبار العلو في الامر 302
45 إفادة الامر الوجوب 305
46 الطلب والإرادة 314
47 معاني صيغة الامر 351
48 في أن الصيغة حقيقة في أي معنى 358
49 الجمل الخبرية المستعملة في الطلب 363
50 دلالة صيغة الامر على الوجوب 369
51 في التعبدي والتوصلي 373
52 مقتضى اطلاق الصيغة 406
53 الامر عقيب الحظر 409
54 في المرة والتكرار 414
55 المراد بالمرة والتكرار 423
56 فيما يحصل به الامتثال 429
57 في الفور والتراخي 435
58 الاتيان فورا ففورا 441
59 في الاجزاء 443