الإبدار (1)، وقضى - وعمره من أقصار الأعمار - حدود سنة ست أو سبع وثلاثين.
وثانيهم: العالم الفاضل الكامل السيد عباس، وهو - على ما يبلغني عنه - قد جمع بين طريف المجد وتالده، وسلك في سبل المكارم طريق والده، وهو اليوم قاطن أرض الغري، مجد في الاشتغال، ويزداد كل يوم في الكمال كالهلال، وسوف يلوح في سماء العلم بدرا (ولا بد لابن الصقر أن يشبه الصقرا).
إن الهلال إذا رأيت نموه * أيقنت أن سيصير بدرا كاملا وثالثهم: السيد العالم الفاضل السيد علي أكبر، وقد استوطن عاصمة طهران، وهو الآن أحد علماء تلك البلدة ووجوهها.
ورابعهم: الشاب المهذب الصفي السيد أبو طالب، وكان (2) رحمه الله يحبه حبا شديدا، وقد انقطعت عني أحواله ببعد الديار وانقطاع الأخبار.
هذا، وأما وصف محاسن خلاله ومحامد أقواله وأحواله وأفعاله وما منحه الله من العلم والتقوي وحسن البيان وطلاقة اللسان فإنه يدع سحبان وائل وهو أعيا من بأقل.
وهذا أمر أعترف بعجزي عنه، فليعذرني الناظر، وما أساء من اعتذر، ولو لا خوف تسرع القراء إلى الإنكار لذكرت بعضها، ولكن صدور الأحرار قبور الأسرار، وحسبك منها ما تراه في خلال هذا الكتاب من غرر فوائده، ومن رأي من السيف أثره فقد رأى أكثره.
وأسأل الله أن يجزيه عنا أفضل جزاء المحسنين، ويحشره مع أجداده الطاهرين، وأنا أعبر عنه ب (السيد الأستاذ) أو ب (سيدنا الأستاذ).