عملية الاستنباط، بل جعلهما ركيزتان للوصول إلى نتائج مرضية دون الإخلال بجوهر العقيدة.
2 - ومن نتائج وآثار تغيير الشح للأسلوب الروائي هو اعتماده المتزايد على علم أصول الفقه حيث استلزم ذلك أن يطور هذه القواعد التي كانت موجودة عند الإمامية لكنها لم تتطور لعدم ممارستها، بخلاف المذاهب السنية التي كانت قد عملت بها لمدة قرنين قبل أن تتداول عند الشيعة، فكان من نتائج هذا التطور أن خلق الشيخ الطوسي كتابه الأصولي الخالد (العدة في أصول الفقه) ولعله أول كتاب مبسوط في هذا العلم عند الإمامية.
3 - إن تعدد المذاهب واختلاف الطوائف وتنافسها في بغداد خلق أجواء علمية منقطعة النظير وتسبب في تطور علم الكلام الذي برع فيه الإمامية والمعتزلة، وكان الشيخ الفيد وتبعه الشيخ الطوسي من المتكلمين البارزين الذين لا يجاريهما أحد، وفي هذه الأجواء اضطر الشيخ الطوسي إلى ممارسة علم الكلام في مدرسته، ولم يقتصر في ذلك على الأبحاث الكلامية، بل استعمله في أغلب أبحاثه الفقهية والأصولية والتفسيرية وغيرها، ثم تطور بعد ذلك، ونتيجة للحاجة الملحة التي كانت تتطلبها أجواء بغداد والمدارس الفقهية المتنوعة فيها اضطر الشيخ الطوسي إلى إدخال عنصر آخر في أبحاثه ومدرسته ألا وهو الفقه المقارن، والأصول المقارن، وقد برع الشيخ في هذا المجال أيضا وأبدى استعدادا فائقا فخلف لنا في مجال الفقه المقارن كتابه الخالد (كتاب الخلاف) حيث بسط فيه الكلام عن الفقه الإمامي وقارنه مع آراء معظم