عدة الأصول (ط.ج) - الشيخ الطوسي - ج ١ - الصفحة ٩٤
لم يكن لنا طريق نقطع على كذب أحد، وذلك باطل.
والفائدة في نقل ما علم كذبه هو أن ينحصر المنقول من الأحاديث ليعلم ان ما ادخل فيه معمول كما حصر (1) الخلاف في الفقه ليعلم به الخلاف الحادث فيطرح ولا يلتفت إليه.
وليس لاحد أن يقول: ان في تجويزكم (2) الكذب على هذه الأخبار أو في بعضها طعنا على الصحابة، لان ذلك يوجب تعمدهم الكذب.
وذلك أنه: لا يمتنع أن يكون وقع الغلط من بعض الصحابة، لأنه ليس كل واحد منهم معصوما لا يجوز عليه الغلط، وانما يمنع من اجماعهم على الخطأ دون أن يكون ذلك ممتنعا من آحادهم.
وأيضا فإنهم كانوا يسمعون الحديث من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا يكتبونه فيسهون (3) عنه أو عن بعضه فيقع الغلط في نقله (4).
وأيضا: انهم كانوا يحضرونه عليه السلام وقد ابتدأ الحديث فيلحقه بعضهم فينقلونه بانفراده فيتغير معناه لذلك ولذلك كان عليه السلام إذا أحسن برجل داخل ابتدأ الحديث (4)، ولهذا أنكرت عائشة (5) على من روى عن النبي صلى الله عليه وآله

(1) خص.
(2) تجوير.
(3) ويسهون.
(4) المعتمد في أصول الفقه 80: 2 (5) هي عائشة بنت أبي بكر، أم المؤمنين، بني بها النبي صلي الله عليه وآله وسلم في بداية هجرته إلي المدينة، و كانت عاقرا فلم تنجب مولودا، وحينما توفي النبي صلي الله عليه وآله وسلم كانت هي بنت ثماني عشره سنة، وقد نشطت أيام عثمان ودخلت السياسة وحرضت الناس على عثمان ثم بعد مقتله وخلافه علي بن أبي طالب عليه السلام قادت معركة الجمل حيث كانت السبب في مقتل آلاف المسلمين، كانت من ألد أعداء أهل البيت تكره فاطمه وأمها خديجة وتعادي عليا، ومنعت من دفن الحسن عليه السلام عند جده صلي الله عليه وآله وسلم، وقد روت هي (وغيرها من الوضاعين) أحاديث عن الرسول صلي الله عليه وآله وسلم في فضائل نفسها وأبيها أكثرها موضوعة. ماتت عام 58 ه‍ بالمدينة.
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»
الفهرست