عدة الأصول (ط.ج) - الشيخ الطوسي - ج ١ - الصفحة ٩٥
وسلم أنه قال: " الشؤم في ثلاث: الفرس، والمرأة، والدار " (1)، وذكرت أنه عليه السلام كان حاكيا لذلك فلم يسمع الراوي أول كلامه وكذلك خطأت من روى عنه عليه السلام أنه قال: (2) " التاجر فاجر " (3) و " ان ولد الزنا شر الثلاثة " (4) وذكرت ان كلامه خرج على تاجر قد دلس، وولد زنا قد سب أمه (5). وعلى هذا الوجه أنكرت وابن عباس (6) جميعا ما رواه ابن عمر (7) ان الميت ليعذب ببكاء أهله عليه " (8) وغير ذلك، فقالا وهل (9) ابن عمر وإنما قال عليه السلام: " ان الميت ليعذب، وإن أهله يبكون عليه ".
وقد كان منهم من ينقل الحديث بالمعنى دون اللفظ، فيقع الغلط فيه من هذا الوجه.
وهذه الوجوه التي ذكرناها أو أكثرها تنفي الطعن عن ناقل الخبر وان كان كذبا.

(١) قال العجلوني: رواه البخاري والسيوطي في ذيل الجامع الصغير والترمذي والنسائي وغيرهم. أنظر: ((كشف الخفاء ومزيل الإلباس)) ١٢: ٢.
(٢) المعتمد في أصول الفقه ٨٠: ٢.
٠٣) اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ١٤٢: ٢ كتاب المعاملات.
(٤) مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 257: 6.
(5) لأمه.
(6) هو عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، القرشي الهاشمي، ابن عم رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، حبر الأمة والصحابي الجليل. ولد بمكة عام 3 للهجرة، شهد مع علي بن أبي طالب عليه السلام الجمل وصفين، له روايات صحيحة عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم. كف بصره وسكن الطائف فتوفي بها سنة 68 ه‍.
(7) هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي، صحابي، ولد بمكة، اشتهر بكثرة العبادة و الصلاة واشتغل بالفقه والحديث، كان منحرفا عن أهل البيت عليهم السلام فقد امتنع عن البيعة لعلي عليه السلام ولكنه بايع الحجاج، مات بمكة سنة 73 ه‍.
(8) أخرجه البخاري في كتاب الجنائز، باب قول النبي صلي الله عليه وآله وسلم [يعذب الميت ببكاء بعض أهله عليه] كنز العمال 610: 15 رقم 42426 ورواه الرازي في (علل الحديث 348: 1 حديث رقم 1027)، أيضا المعتمد في أصول الفقه 80: 2، أمالي المرتضى 200: 2.
(9) يقال: وهلت إليه وهلا، أي ذهب إليه وهمك وأنت تريد غيره.
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»
الفهرست