عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا بني عبد المطلب اشتروا أنفسكم من الله، يا صفية عمة رسول الله ويا فاطمة بنت رسول الله اشتريا أنفسكما من الله فإني لا أغني عنكما من الله شيئا سلاني من مالي ما شئتما " تفرد به من هذا الوجه. وتفرد به أيضا عن معاوية عن زائدة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه ورواه أيضا عن حسن ثنا ابن لهيعة عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا وقال أبو يعلى حدثنا سويد بن سعيد حدثنا همام بن إسماعيل عن موسى ابن وردان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم " يا بني قصي يا بني هاشم يا بني عبد مناف أنا النذير والموت المغير والساعة الموعد " (الحديث الرابع): قال الإمام أحمد حدثنا يحيى بن سعيد ثنا التيمي عن أبي عثمان عن قبيصة بن مخارق وزهير بن عمرو قالا: لما نزلت (وأنذر عشيرتك الأقربين) صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم رضمة من جبل على أعلاها حجر فجعل ينادي " يا بني عبد مناف إنما أنا نذير إنما مثلي ومثلكم كرجل رأى العدو فذهب يربأ أهله رجاء أن يسبقوه فجعل ينادي ويهتف يا صباحاه " ورواه مسلم والنسائي من حديث سليمان بن طرخان التيمي عن أبي عثمان عبد الرحمن ابن سهل النهدي عن قبيصة وزهير بن عمرو الهلالي به. (الحديث الخامس) قال الإمام أحمد حدثنا أسود بن عامر حدثنا شريك عن الأعمش عن المنهال عن عباد بن عبد الله الأسدي عن علي رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية (وأنذر عشيرتك الأقربين) جمع النبي صلى الله عليه وسلم من أهل بيته فاجتمع ثلاثون فأكلوا وشربوا قال: وقال لهم " من يضمن عني ديني ومواعيدي ويكون معي في الجنة ويكون خليفتي في أهلي؟ " فقال رجل لم يسمه شريك يا رسول الله أنت كنت بحري من يقوم بهذا قال ثم قال الآخر - ثلاثا - قال فعرض ذلك على أهل بيته فقال علي أنا (طريق أخرى بأبسط من هذا السياق) قال الإمام أحمد حدثنا عفان حدثنا أبو عوانة حدثنا عثمان بن المغيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ماجد عن علي رضي الله عنه قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أو دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم - بني عبد المطلب وهم رهط وكلهم يأكل الجذعة ويشرب الفرق فصنع لهم مدا من طعام فأكلوا حتى شبعوا وبقي الطعام كما هو كأنه لم يمس. ثم دعا بعس فشربوا حتى رووا وبقي الشراب كأنه لم يمس أو لم يشرب وقال " يا بني عبد المطلب إني بعثت إليكم خاصة وإلى الناس عامة فقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي " قال فلم يقم إليه أحد قال فقمت إليه وكنت أصغر القوم قال: فقال " اجلس " ثم قال ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول لي " اجلس " حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي " طريق أخرى أغرب وأبسط من هذا السياق بزيادات أخر " قال الحافظ أبو بكر البيهقي في دلائل النبوة أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال حدثني من سمع عبد الله بن الحارث بن نوفل واستكتمني اسمه عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله (وأنذر عشيرتك الأقربين * واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " عرفت أني إن بادرت بها قومي رأيت منهم ما أكره فصمت، فجاءني جبريل عليه السلام فقال يا محمد إنك إن لم تفعل ما أمرت به عذبك ربك " قال علي رضي الله عنه فدعاني فقال يا علي " إن الله تعالى قد أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فعرفت أني إن بادرتهم بذلك رأيت منهم ما أكره فصمت عن ذلك ثم جاءني جبريل فقال يا محمد إن لم تفعل ما أمرت به عذبك ربك: فاصنع لنا يا علي شاة على صاع من طعام وأعد لنا عس لبن ثم أجمع لي بني عبد المطلب " ففعلت، فاجتمعوا إليه وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون رجلا فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب الكافر الخبيث فقدمت إليهم تلك الجفنة فأخذ منها رسول الله صلى الله عليه وسلم جذبة فشقها بأسنانه ثم رمى بها في نواحيها وقال " كلوا بسم الله " فأكل القوم حتى نهلوا عنه ما يرى إلا آثار أصابعهم والله إن كان الرجل منهم ليأكل مثلها ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أسقهم يا علي " فجئت بذلك القعب فشربوا منه حتى نهلوا جميعا وأيم الله إن كان الرجل منهم ليشرب مثله فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام فقال: لهد ما سحركم صاحبكم فتفرقوا ولم يكلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان الغد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا علي عد لنا بمثل الذي كنت صنعت بالأمس من الطعام والشراب فإن هذا الرجل قد بدرني إلى ما سمعت قبل أن أكلم القوم " ففعلت ثم
(٣٦٣)