رحمه الله حدثنا أحمد بن سنان حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن الربيع بن صبيح عن الحسن البصري رحمه الله قال: قال رجل والله لاعبدن الله عبادة أذكر بها فكان لا يرى في حين صلاة إلا قائما يصلي وكان أول داخل إلى المسجد وآخر خارج فكان لا يعظم فمكث بذلك سبعة أشهر وكان لا يمر على قوم إلا قالوا انظروا إلى هذا المرائي فأقبل على نفسه فقال لا أراني أذكر إلا بشر لأجعلن عملي كله لله عز وجل فلم يزد على أن قلب نيته ولم يزد على العمل الذي كان يعمله فكان يمر بعد بالقوم فيقولون رحم الله فلانا الآن وتلا الحسن " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا " وقد روى ابن جرير أثرا أن هذه الآية نزلت في هجرة عبد الرحمن بن عوف وهو خطأ فإن هذه السورة بكمالها مكية لم ينزل منها شئ بعد الهجرة ولم يصح سند ذلك والله أعلم، وقوله " فإنما يسرناه " يعني القرآن " بلسانك " أي يا محمد وهو اللسان العربي المبين الفصيح الكامل " لتبشر به المتقين " أي المستجيبين لله المصدقين لرسوله " وتنذر به قوما لدا " أي عوجا عن الحق مائلين إلى الباطل وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد قوما لدا لا يستقيمون، وقال الثوري عن إسماعيل وهو السدي عن أبي صالح " وتنذر به قوما لدا " عوجا عن الحق، وقال الضحاك الألد الخصم. وقال القرظي الألد الكذاب، وقال الحسن البصري " قوما لدا " صما وقال غيره صم آذان القلوب، وقال قتادة قوما لدا يعني قريشا، وقال العوفي عن ابن عباس " قوما لدا " فجارا وكذا روى ليث بن أبي سليم عن مجاهد: وقال ابن زيد الألد الظلوم وقرأ قوله تعالى " وهو ألد الخصام " مجاهد: وقال ابن زيد الألد الظلوم وقرأ قوله تعالى " وهو ألد الخصام " وقوله " وكم أهلكنا قبلهم من قرن " أي من أمة كفروا بآيات الله وكذبوا رسله " هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا " أي هل ترى منهم أحدا أو تسمع لهم ركزا قال ابن عباس وأبو العالية وعكرمة والحسن البصري وسعيد بن جبير والضحاك وابن زيد يعني صوتا، وقال الحسن وقتادة هل ترى عينا أو تسمع صوتا والركز في أصل اللغة هو الصوت الخفي، قال الشاعر:
فتوحشت ركز الأنيس فراعها عن ظهر غيب والأنيس سقامها آخر تفسير سورة مريم ولله الحمد والمنة ويتلوه إن شاء الله تفسير سورة طه ولله الحمد.
سورة طه:
روى إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة في كتاب التوحيد عن زياد بن أيوب عن إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثنا إبراهيم بن مهاجر بن مسمار عن عمر بن حفص بن ذكوان عن مولى الحرقة - يعني عبد الرحمن بن يعقوب - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله قرأ طه ويس قبل أن يخلق آدم بألف عام فلما سمعت الملائكة قالوا طوبى لامة ينزل عليهم هذا وطوبى لأجواف تحمل هذا وطوبى لألسن تتكلم بهذا " هذا حديث غريب وفيه نكارة وإبراهيم بن مهاجر وشيخه تكلم فيهما.
بسم الله الرحمن الرحيم طه (1) ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى (2) إلا تذكرة لمن يخشى (3) تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلى (4) الرحمن على العرش استوى (5) له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى (6) وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى (7) الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى (8)