ابن ماجة عن أحمد بن ثابت وعمر بن شبة كلاهما عن عمر بن عكرمة مرفوعا " إذا كان أجل أحدكم بأرض أتت له إليها حاجة فإذا بلغ أقصى أثره قبضه الله عز وجل فتقول الأرض يوم القيامة: يا رب هذا ما أودعتني " قال الطبراني حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن أيوب عن أبي المليح عن أسامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ما جعل الله منية عبد بأرض إلا جعل له إليها حاجة " آخر تفسير سورة لقمان والحمد الله رب العالمين وحسبنا الله ونعم الوكيل.
سورة السجدة: روى البخاري في كتاب الجمعة حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن سعد بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن أبي هريرة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر يوم الجمعة ألم تنزيل السجدة و (هل أتى على الانسان) ورواه مسلم أيضا من حديث سفيان الثوري به وقال الإمام أحمد حدثنا أسود بن عامر أخبرنا الحسن بن صالح عن ليث عن أبي الزبير عن جابر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ ألم تنزيل السجدة و (تبارك الذي بيده الملك) تفرد به أحمد.
بسم الله الرحمن الرحيم ألم (1) تنزيل الكتب لا ريب فيه من رب العلمين (2) أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتيهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون (3) قد تقدم الكلام على الحروف المقطعة في أول سورة البقرة بما أغنى عن إعادته ههنا وقوله (تنزيل الكتاب لا ريب فيه) أي لا شك فيه ولا مرية أنه منزل (من رب العالمين) ثم قال تعالى مخبرا عن المشركين (أم يقولون افتراه) أي اختلقه من تلقاء نفسه (بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون) أي يتبعون الحق.
الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولى ولا شفيع أفلا تتذكرون (4) يدبر الامر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون (5) ذلك علم الغيب والشهدة العزيز الرحيم (6) يخبر تعالى أنه الخالق للأشياء فخلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش وقد تقدم الكلام على ذلك (ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع) أي بل هو المالك لازمة الأمور الخالق لكل شئ المدبر لكل شئ القادر على كل شئ فلا ولي لخلقه سواه ولا شفيع إلا من بعد إذنه (أفلا تتذكرون) يعني أيها العابدون غير المتوكلون على من عداه تعالى وتقدس وتنزه أن يكون له نظير أو شريك أو وزير أو نديد أو عديل لا إله إلا هو ولا رب سواه وقد أورد النسائي ههنا حديثا فقال: حدثنا إبراهيم بن يعقوب حدثني محمد بن الصباح حدثنا أبو عبيدة الحداد حدثنا الأخضر بن عجلان عن أبي جريج المكي عن عطاء عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدي فقال " إن الله خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش في اليوم السابع فخلق التربة يوم السبت والجبال يوم الأحد والشجر يوم الاثنين والمكروه يوم الثلاثاء والنور يوم الأربعاء والدواب يوم الخميس وآدم يوم الجمعة في آخر ساعة من النهار بعد العصر وخلق من أديم الأرض أحمرها وأسودها وطيبها وخبيثها من أجل ذلك جعل الله من بني آدم الطيب والخبيث " هكذا أورد هذا الحديث إسنادا ومتنا وقد أخرج مسلم والنسائي أيضا من حديث حجاج ابن محمد الأعور عن ابن جريج عن إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو من هذا السياق. وقد علله البخاري في كتاب التاريخ الكبير فقال وقال بعضهم أبو هريرة عن كعب الأحبار وهو