تفاقدوا. وفي بعض الأخبار أن موسى عليه السلام قال لبني إسرائيل ما لكم تأتوني عليكم ثياب الرهبان وقلوبكم قلوب الذئاب البسوا ثياب الملوك وألينوا قلوبكم بالخشية:
(فصل في حسن الخلق) قال أبو التياح رضي الله عنه " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقا وعن عطاء عن ابن عمر قيل يا رسول الله أي المؤمنين أفضل؟ قال " أحسنهم خلقا " وعن نوح بن عباد عن ثابت عن أنس مرفوعا " إن العبد ليبلغ بحسن خلقه درجات الآخرة وشرف المنازل وإنه لضعيف العبادة وإنه ليبلغ بسوء خلقه درك جهنم وهو عابد " وعن سيار بن هارون عن حميد عن أنس مرفوعا " ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة " وعن عائشة مرفوعا " إن العبد ليبلغ بحسن خلقه درجة قائم الليل صائم النهار " وقال ابن أبي الدنيا حدثني أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس حدثنا عبد الله بن إدريس أخبرني أبي وعمي عن جدي عن أبي هريرة رضي الله عنه سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال " تقوى الله وحسن الخلق " وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال " الأجوفان:
الفم والفرج " وقال أسامة بن شريك كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءته الاعراب من كل مكان فقالوا يا رسول الله ما خير ما أعطي الانسان؟ قال " حسن الخلق ".
وقال يعلى بن سماك عن أم الدرداء عن أبي الدرداء يبلغ به قال: ما من شئ أثقل في الميزان من خلق حسن وكذا رواه عطاء عن أم الدرداء به وعن مسروق عن عبد الله بن عمرو مرفوعا " إن من خياركم أحسنكم أخلاقا " حدثنا عبد الله بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن عيسى عن محمد بن أبي سارة عن الحسن بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله ليعطي العبد من الثواب على حسن الخلق كما يعطي المجاهد في سبيل الله يغدو عليه الاجر ويروح " وعن مكحول عن أبي ثعلبة مرفوعا " إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا أحاسنكم أخلاقا وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني منزلا في الجنة مساويكم أخلاقا الثرثارون المتشدقون المتفيهقون " وعن أبي أويس عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوع " ألا أخبركم بأكملكم إيمانا أحاسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا الذين يؤلفون ويألفون " وقال الليث عن يزيد بن عبد الله بن أسامة عن بكر بن أبي الفرات قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما حسن الله خلق رجل وخلقه فتطعمه النار " وعن عبد الله بن غالب الحداني عن أبي سعيد مرفوعا " خصلتان لا يجتمعان في مؤمن البخل وسوء الخلق " وقال ميمون بن مهران عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من ذنب أعظم عند الله من سوء الخلق " وذلك أن صاحبه لا يخرج من ذنب إلا وقع في آخر. قال حدثنا علي بن الجعد حدثنا أبو المغيرة الأحمسي حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن رجل من قريش قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من ذنب أعظم عند الله من سوء الخلق إن الخلق الحسن ليذيب الذنوب كما تذيب الشمس الجليد وإن الخلق السئ ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل " وقال عبد الله بن إدريس عن أبيه عن جده عن أبي هريرة مرفوع " إنكم لا تسعون الناس بأموالكم ولكن يسعهم منكم بسط وجوه وحسن خلق " وقال محمد بن سيرين حسن الخلق عون على الدين.
(فصل في ذم الكبر) قال علقمة عن ابن مسعود رفعه " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ولا يدخل النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان " وقال إبراهيم بن أبي عبلة عن أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو مرفوعا " من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر أكبه الله على وجهه في النار " حدثنا إسحاق بن إسماعيل حدثنا أبو معاوية عن عمر بن راشد عن إياس بن سلمة عن أبيه مرفوعا " لا يزال الرجل يذهب بنفسه حتى يكتب عند الله من الجبارين فيصيبه ما أصابهم من العذاب " وقال مالك بن دينار ركب سليمان بن داود عليهما السلام ذات يوم البساط في مائتي ألف من الانس ومائتي ألف من الجن فرفع حتى سمع تسبيح الملائكة في السماء ثم خفض حتى مست قدمه ماء البحر فسمعوا صوتا لو كان في قلب صاحبكم مثقال ذرة من كبر لخسف به أبعد مما رفع قال حدثنا أبو خيثمة حدثنا