من المسجد؟ قالت نعم قال لها: تطيبت؟ قالت نعم قال: إني سمعت حبي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول " لا يقبل الله صلاة امرأة طيبت لهذا المسجد حتى ترجع فتغسل غسلها من الجنابة " ورواه ابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة عن سفيان هو ابن عيينة به. وروى الترمذي أيضا من حديث موسى بن عبيدة عن أيوب بن خالد عن ميمونه بنت سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الرافلة في الزينة في غير أهلها كمثل ظلمة يوم القيامة لا نور لها " ومن ذلك أيضا أنهن ينهين عن المشي في وسط الطريق لما فيه من التبرج. قال أبو داود حدثنا التغلبي حدثنا عبد العزيز يعني ابن محمد عن ابن أبي اليمان عن شداد بن أبي عمرو بن حماس عن أبيه عن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو خارج من المسجد، وقد اختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال رسول الله للنساء " استأخرن فإنه ليس لكن أن تحتضن الطريق، عليكن بحافات الطريق " فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به. وقوله تعالى " وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون " أي افعلوا ما آمركم به من هذه الصفات الجميلة والأخلاق الجليلة واتركوا ما كان عليه أهل الجاهلية من الأخلاق والصفات الرذيلة فإن الفلاح كل الفلاح في فعل ما أمر الله به ورسوله وترك ما نهيا عنه والله تعالى هو المستعان.
وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم (32) وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله والذين يبتغون الكتب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا وآتوهم من مال الله الذي آتاكم ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم (32) ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم وموعظة للمتقين (34) اشتملت هذه الآيات الكريمات المبينة على جمل من الاحكام المحكمة والأوامر المبرمة فقوله تعالى " وأنكحوا الأيامى منكم " إلى آخره هذا أمر بالتزويج. وقد ذهب طائفة من العلماء إلى وجوبه على كل من قدر عليه واحتجوا بظاهر قوله " عليه السلام " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " أخرجاه في الصحيحين من حديث ابن مسعود، وقد جاء في السنن من غير وجه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " تزوجوا الولود تناسلوا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة " وفي رواية " حتى بالسقط " الأيامى جمع أيم ويقال ذلك للمرأة التي لا زوج لها وللرجل الذي لا زوجة له وسواء كان قد تزوج ثم فارق أو لم يتزوج واحد منهما حكاه الجوهري عن أهل اللغة، يقال رجل أيم وامرأة أيم. وقوله تعالى " إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله " الآية قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رغبهم الله في التزويج وأمر به الأحرار والعبيد ووعدهم عليه الغنى فقال " إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله " وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا محمود بن خالد الأزرق حدثنا عمر بن عبد الواحد عن سعيد - يعني ابن عبد العزيز - قال بلغني أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى قال تعالى " إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله " وعن ابن مسعود التمسوا الغنى في النكاح.
يقول الله تعالى " إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله " رواه ابن جرير وذكر البغوي عن عمر نحوه. وعن الليث عن محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ثلاثة حق على الله عونهم الناكح يريد العفاف والمكاتب يريد الأداء والغازي في سبيل الله " رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة، وقد زوج النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل الذي لم يجد عليه إلا إزاره ولم يقدر على خاتم من حديد ومع هذا