الدمشقي حدثنا محمد بن عثمان يعني أبا الجماهر حدثنا إسماعيل بن عياش حدثنا عاصم بن رجاء بن حياة عن أبيه عن أبي الدرداء يرفعه قال " ما أحل الله في كتابه فهو حلال وما حرمه فهو حرام وما سكت عنه فهو عافية فاقبلوا من الله عافيته فإن الله لم يكن لينسى شيئا " ثم تلا هذه الآية " وما كان ربك نسيا " وقوله " رب السماوات والأرض وما بينهما " أي خالق ذلك ومدبره والحاكم فيه والمتصرف الذي لا معقب لحكمه " فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا " قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس هل تعلم للرب مثلا أو شبيها وكذلك قال مجاهد وسعيد بن جبير وقتادة وابن جريج وغيرهم وقال عكرمة عن ابن عباس ليس أحد يسمى الرحمن غيره تبارك وتعالى وتقدس اسمه.
ويقول الانسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيا (66) أو لا يذكر الانسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا (67) فوربك لنحشرنهم والشيطان ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا (68) ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا (69) ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى صليا (70) يخبر تعالى عن الانسان أنه يتعجب ويستبعد إعادته بعد موته كما قال تعالى " وإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد " وقال " أو لم ير الانسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين * وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم * قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم " وقال ههنا " ويقول الانسان أئذا ما مت لسوف أخرج حيا * أو لا يذكر الانسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا " يستدل تعالى بالبداءة على الإعادة يعني أنه تعالى قد خلق الانسان ولم يك شيئا أفلا يعيده وقد صار شيئا كما قال تعالى " وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه " وفي الصحيح " يقول الله تعالى كذبني ابن آدم ولم يكن له أن يكذبني وآذاني ابن آدم ولم يكن له أن يؤذيني أما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني وليس أول الخلق بأهون علي من آخره وأما أذاه إياي فقوله إن لي ولدا وأنا الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد " وقوله " فوربك لنحشرنهم والشياطين " أقسم الرب تبارك وتعالى بنفسه الكريمة أنه لا بد أن يحشرهم جميعا وشياطينهم الذين كانوا يعبدون من دون الله " ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا " قال العوفي عن ابن عباس يعني قعودا كقوله " وترى كل أمة جاثية " وقال السدي في قوله العوفي عن ابن عباس يعني قعودا كقوله " وترى كل أمة جاثية " وقال السدي في قوله جثيا يعني قياما، وروي عن مرة عن ابن مسعود مثله. وقوله " ثم لننزعن من كل شيعة " يعني من كل أمة قاله مجاهد " أيهما أشد على الرحمن عتيا " قال الثور ي عن علي بن الأقمر عن ابن الأحوص عن ابن مسعود قال: يحبس الأول على الآخر حتى إذا تكاملت العدة أتاهم جميعا ثم بدأ بالأكابر فالأكابر جرما وهو قوله " ثم لنزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا " وقال قتادة " ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا " قال ثم لننزعن من أهل كل دين قادتهم ورؤساءهم في الشر وكذا قال ابن جريج وغير واحد من السلف وهذا كقوله تعالى " حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار - إلى قوله - بما كنتم تكسبون " وقوله " ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا " ثم ههنا لعطف الخبر على الخبر والمراد أنه تعالى أعلم بمن يستحق من العباد أن يصلى بنار جهنم ويخلد فيها وبمن يستحق تضعيف العذاب كما قال في الآية المتقدمة قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون ".
وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا (71) ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا (72) قال الإمام أحمد حدثنا سليمان بن حرب حدثنا خالد بن سليمان عن كثير بن زياد البرساني عن أبي سمية قال