حدثنا بشر قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سيعد، عن قتادة، قوله: * (ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها) * يقول: بعد تشديدها وتغليظها.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب: قال ابن زيد: هؤلاء قوم كانوا حلفاء لقوم تحالفوا وأعطى بعضهم العهد فجاءهم قوم فقالوا: نحن أكثر وأعز وأمنع فانقضوا عهد هؤلاء وارجعوا إلينا، ففلوا فذلك قوم، فقالوا: نحن أكثر وأعز وأمنع، فانقضوا عهد هؤلاء وارجعوا إلينا ففعلوا فذلك قول الله تعالى: * (ولا تنقضوا الأيمان عبد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا) * أن تكون أمة هي أربى من أمة، هي أربي أكثر من أجل أن كان هؤلاء أكثر من أولئك نقضتم العهد فيما بينكم وبن هؤلاء فكان هذا في هذا.
حدثني ابن البرقي قال: ثنا ابن مريم، قال: أخبر نا نافع بن زيد، قال: سألت يحيى بن سعيد، عن قول الله * (ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها) * قال العهود:
والصواب من القول في ذلك يقال: إن الله تعالى أمر في هذه الآية عباده بالوفاء بعهوده التي يجعلونها على أنفسهم، ونهاهم عن نقض الأيمان بعد توكيده على أنفسهم لآخرين بعقود تكون بينهم بحق مما لا يكرهه الله. وجائز أن تكون نزلت ف الذين بايعوا وأن تكون نزلت في الذين أرادوا الانتقال بحلفهم عن حلفائهم لقلة عددهم في آخرين لكثرة دون شئ، وجائز أن تكون في غير ذلك. ولا خبر تثبت به الحجة أنها نزلت في شئ ذلك أولى بالحق، مما قلنا لدلالة ظاهره عليه، وأن الآية كانت قد نزلت لسبب من الأسباب، ويكون الحكم بها عاما في كل ما كان بمعنى السبب الذي نزلت فيه.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال، ثني حجاج، عن ابن جريج عن مجاهد: * (وقد جعلتم الله عليكم كفيلا) * قال: وكيلا.
قوله: * (إن الله يعلم ما تفعلون) * يقول تعالى ذكره: إن الله أيها الناس يعلم ما تفعلون في العهود التي تعاهدون الله من الوفاء بها والأحلاف والأيمان التي تؤكدوها على أنفسكم، أتبرون فيها أم تنقضونها، يقول تعالى، ذكره: إن الله أيها الناس يعلم ما تفعلون في العهود التي تعاهدون الله من الوفاء بها والأحلاف والأيمان التي تؤكدونها على أنفسكم، أتبرون فيها أم تنقضونها، وغير ذلك من أفعالكم، حمص ذلك كله عليكم، وهو مسائلكم عنها وعما عملتم، فيها يقول: فاحذروا الله أن تلقوه وقد خالفتم فيها أمره ونهية، فتستوجبوا، بذلك منه ما لا قبل لكم به من ألم عقابه: القول في تأويل قوله تعالى: