13193 - حدثني أيوب بن إسحاق بن إبراهيم، قال: ثنا عبد الله بن رجاء، قال:
ثنا إسرائيل، عن سماك، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان رسول الله (ص) جالسا في ظل شجرة، فقال: إنه سيأتيكم انسان فينظر إليكم بعيني شيطان، فإذا جاء فلا تكلموه فلم يلبث أن طلع رجل أزرق، فدعاه رسول الله (ص)، فقال: علام تشتمني أنت وأصحابك؟ فانطلق الرجل فجاء بأصحابه، فحلفوا بالله ما قالوا وما فعلوا حتى تجاوز عنهم، فأنزل الله: يحلفون بالله ما قالوا ثم نعتهم جميعا، إلى آخر الآية.
وقال آخرون: بل نزلت في عبد الله بن أبي بن سلول، قالوا: والكلمة التي قالها ما:
13194 - حدثنا به بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله:
يحلفون بالله ما قالوا... إلى قوله: من ولي ولا نصير قال: ذكر لنا أن رجلين اقتتلا، أحدهما من جهينة والآخر من غفار، وكانت جهينة حلفاء الأنصار. وظهر الغفاري على الجهني، فقال عبد الله ابن أبي للأوس: انصروا أخاكم، فوالله ما مثلنا ومثل محمد إلا كما قال القائل: سمن كلبك يأكلك وقال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فسعى بها رجل من المسلمين إلى نبي الله (ص). فأرسل إليه فسأله، فجعل يحلف بالله ما قاله، فأنزل الله تبارك وتعالى: يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر.
13195 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر قال: نزلت في عبد الله بن أبي بن سلول.
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال: إن الله تعالى أخبر عن المنافقين أنهم يحلفون بالله كذبا على كلمة كفر تكلموا بها أنهم لم يقولوها. وجائز أن يكون ذلك القول ما روي عن عروة أن الجلاس قاله، وجائز أن يكون قائله عبد الله بن أبي بن سلول. والقول ما ذكره قتادة عنه أنه قال ولا علم لنا بأن ذلك من أي، إذ كان لا خبر بأحدهما يوجب الحجة ويتوصل به إلى يقين العلم به، وليس مما يدرك علمه بفطرة العقل، فالصواب أن يقال فيه كما قال الله جل ثناؤه: يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم.