عمر بن الخطاب، ولو قدر أنه لم يحفظ عن عمر فتداول هؤلاء الأئمة له غير مقابلين له بالإنكار والرد مع أنهم ينكرون على من خالف السنة بدون هذا فلو كان هذا القول عند هؤلاء الأئمة من البدع المخالفة لكتاب الله وسنة رسوله وإجماع الأئمة لكانوا أول منكر له. قال: ولا ريب أن من قال هذا القول عن عمر ونقله عنه. إنما أراد بذلك جنس أهل النار الذين هم أهلها، فأما قوم أصيبوا بذنوبهم فقد علم هؤلاء وغيرهم أنهم يخرجون منها وأنهم لا يلبثون قدر رمل عالج ولا قريبا منه، ولفظ أهل النار لا يختص بالموحدين بل يختص بمن عداهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (أما أهل النار الذين هم أهلها فهم لا يموتون فيها ولا يحيون) ولا يناقض هذا قوله تعالى خالدين فيها، وقوله وما هم منها بمخرجين بل ما أخبر الله به هو الحق والصدق الذي لا يقع خلافه.
لكن إذا انقضى أجلها وفنيت كما تفنى الدنيا لم تبق نارا ولم يبق فيها عذاب!) انتهى.
ومعنى هذا الرأي أن المسلمين لا يدخلون النار إلا النادر منهم، وأن أهل النار عذابهم موقت حتى لو كانوا من أكفر الكافرين وألحد الملحدين، وحتى لو كانوا طغاة وكانت جرائمهم بمقدار قتل سكان الكرة الأرضية! فهم يخرجون من النار ويدخلون الجنة!!
ولكن ذلك يخالف آيات القرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وآله، كما اعترف به رشيد رضا.. كما أنه يستلزم لوازم كبيرة لا يمكن الالتزام بها.. وتفصيلها خارج عن بحثنا..
وقبل هذا وذاك: أين الدليل على هذا الكلام من كتاب الله تعالى أو سنة رسوله صلى الله عليه وآله؟ فالخليفة عمر قال ذلك ولم يسنده إلى النبي صلى الله عليه وآله، وحتى لو أسنده إليه فنحن مأمورون من النبي أن لا نقبل عنه ما خالف كتاب الله تعالى لأنه لا يقول ما خالف كتاب الله! ولا يمكننا أن نفسر (خالدين فيها.. وما هم منها بخارجين) بأنهم يخرجون منها!
وأما كعب الأحبار فهو يتحدث من عنده بدون إسناد، ونادرا ما يسند الحديث إلى النبي صلى الله عليه وآله، وقد يقول وجدت في كتب الله تعالى! وهذا إسناد لا يمكن لعالم أن يقبله! إن كعبا يتحدث عن السماوات والأرضين كأنه تجول فيها.. وعن