حرمهم من إرث محمد العلمي، والسياسي، وحتى المادي، ومرغ أنوفهم بالتراب..
وجعلهم من يوم وفاته أفرادا عاديين! يجب أن يحرق عليهم دارهم بمن فيه؟!!
ومن اقتنع بذلك من إخواننا فهو حر بقناعته.. ومن وقع في شك فساعده الله للخروج من شكه.. أما نحن الشيعة فلنا رأي آخر..
نحن نتفهم سبب حساسية إخواننا حتى من الحديث عن وصية النبي صلى الله عليه وآله.. ومن حقهم أن يكونوا كذلك، لأن القول بوجود وصية يعني أنها لعلي..
ويعني طرح الأصل والأساس الذي بنيت عليه الخلافة للبحث.. لذلك رأوا أن أسلم الطرق هو نفي وصية النبي صلى الله عليه وآله بكل أنواعها.. وأفتوا أن الأحوط استثناء النبي من أحكام الإرث والتوريث الشرعي بأنواعه!
لكن إذا ابتعدنا عن مسألة الخلافة، فإن إخواننا السنة مستعدون للاعتراف بالامتياز العلمي لعلي عليه السلام، وبتمييز النبي له عن غيره بأمر الله تعالى.. لكن في العلم فقط!! ولذا تجد في مصادرهم أحاديث كثيرة في ذلك، رووها في جو بعيد عن الخلافة، أو فلتت من رقابة الدولة، فجاءت شاهدة لعلي بأكثر من صحيفة ذؤابة سيف النبي صلى الله عليه وآله.. بل صريحة بأن الله تعالى الذي أقرأ رسوله فلا ينسى، أمره أن يعد عليا ويقربه ويعلمه، وأعطى عليا وعيا وحفظا فلا ينسى.. قال السيوطي في الدر المنثور ج 6 ص 260:
(وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن مكحول قال لما نزلت وتعيها أذن واعية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت ربي أن يجعلها أذن علي. قال مكحول فكان علي يقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فنسيته!
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والواحدي وابن مردويه وابن عساكر وابن النجاري عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: إن الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك وأن أعلمك وأن تعي، وحق لك أن تعي. فنزلت هذه الآية وتعيها أذن واعية!