قال النووي في المجموع ج 16 ص 68:
(... دليلنا ما روى عن زيد بن ثابت أنه قال: ولاني أبو بكر مواريث قتلى اليمامة فكنت أورث الأحياء من الموتى ولا أورث الموتى من الموتى).
وقد أعطى لمنصبه هذا لونا من الشرعية أنه كان أحيانا يكتب للنبي صلى الله عليه وآله.. قال ابن الأثير في أسد الغابة ج 1 ص 50:
(... عن الشعبي عن مسروق قال كان أصحاب القضاء من أصحاب رسول الله ستة عمر وعلي وعبد الله وأبي وزيد وأبو موسى. قال أبو عمر قال محمد بن سعد عن الواقدي: أول من كتب لرسول الله مقدمه المدينة أبي بن كعب وهو أول من كتب في آخر الكتاب وكتب فلان بن فلان، فإذا لم يحضر أبي كتب زيد بن ثابت، وأول من كتب من قريش عبد الله بن سعد بن أبي سرح ثم ارتد ورجع إلى مكة فنزل فيه ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شئ وكان من المواظبين على كتاب الرسائل عبد الله بن الأرقم الزهري.
وكان الكاتب لعهوده صلى الله عليه وسلم إذا عاهد وصلحه إذا صالح علي بن أبي طالب.
وممن كتب لرسول الله أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان والزبير بن العوام وخالد وأبان ابنا سعيد بن العاص وحنظلة الأسيدي والعلاء بن الحضرمي وخالد بن الوليد وعبد الله بن رواحة ومحمد بن مسلمة وعبد الله بن عبد الله بن أبي ابن سلول والمغيرة بن شعبة وعمر وابن العاص ومعاوية بن أبي سفيان وجهم بن الصلت ومعيقيب بن أبي فاطمة وشرحبيل بن حسنة) انتهى.
أما في عهد عمر فصار زيد الكاتب الرسمي لدار الخلافة، ونائب الخليفة على ولاية المدينة.. قال ابن شبة في تاريخ المدينة ج 2 ص 693:
(... عن نافع: أن عمر رضي الله عنه استعمل زيدا على القضاء، وفرض له رزقا... عن خارجة بن زيد قال: كان عمر رضي الله عنه كثيرا ما يستخلف زيد بن ثابت إذا خرج إلى شئ من الأسفار، وقلما رجع من سفر إلا أقطع زيدا حديقة من نخل!... عن السائب بن يزيد، عن أبيه: أن عمر رضي الله عنه قال: أكفني صغار الأمور، فكان يقضي في الدرهم ونحوه) انتهى.