ولقد نهوا أن يأتوا الصلاة إلا وعليهم السكينة والوقار، ولكن بالقلوب والنية والخشوع.
وأخرج عبد بن حميد والبيهقي في شعب الإيمان عن قتادة في قوله فاسعوا إلى ذكر الله قال: السعي أن تسعى بقلبك وعملك وهو المضي إليها، قال الله فلما بلغ معه السعي قال لما مشى مع أبيه.
وأخرج عبد بن حميد عن ثابت قال كنا مع أنس بن مالك يوم الجمعة فسمع النداء بالصلاة فقال قم لنسعى إليها.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن عطاء في قوله فاسعوا إلى ذكر الله قال: الذهاب والمشي.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن مجاهد في الآية قال: إنما السعي العمل وليس السعي على الأقدام.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن محمد بن كعب قال: السعي العمل.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس وعكرمة مثله.
وأخرج البيهقي في سننه عن عبد الله بن الصامت قال خرجت إلى المسجد يوم الجمعة فلقيت أبا ذر، فبينا أنا أمشي إذ سمعت النداء فرفعت في المشي لقول الله إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله، فجذبني جذبة فقال: أو لسنا في سعي؟!) انتهى.
وروى في كنز العمال عددا من هذه الروايات ج 2 ص 591 تحت الأرقام: 48087 و 4809 و 4821 و 4822 وقال ابن جزي في كتاب التسهيل ج 2 ص 445 (قرأ عمر: وامضوا إلى ذكر الله) انتهى..
ويطول الأمر لو أردنا استعراض بقية المصادر.. والحمد لله أن أحدا من المسلمين لم يطع الخليفة في تحريف هذه الآية، حتى أشد المتعصبين له. ومن المؤكد أن الخليفة كان مصرا عليها حتى توفي فقد كتبها في مصحفه، وبما أن مصحفنا الذي كتبه الخليفة عثمان فيه (فاسعوا) فهو دليل على أنه لم ينسخه من مصحف الخليفة عمر، والحمد لله.