من عند الله، وعلى هذا فمن جهة هو الخالق (بالنسبة لكل شئ وحتى أفعالنا) ومن جهة أخرى نحن نفعل باختيارنا، فهما في طول واحد وليس في عرض وافق واحد، فهو الخالق لكل وسائل الأفعال، ونحن نستفيد منها في طريق الخير أو الشر.
فمثلا الذي يؤسس معملا لتوليد الكهرباء أو لإنتاج أنابيب المياه، يصنعها ويضعها تحت تصرفنا، فلا يمكن أن نستفيد من هذه الأشياء إلا بمساعدته، ولكن بالنتيجة يكون التصميم النهائي لنا، فيمكن أن نستفيد من الكهرباء لإمداد غرفة عمليات جراحية وإنقاذ مريض مشرف على الموت، أو نستخدمها في مجالس اللهو والفساد، ويمكن أن نروي بالماء عطش إنسان ونسقي وردا جميلا، أو نستخدم الماء في إغراق دور الناس وتخريبها.
* * *