وطبيعي ليس المقصود من " الظلال " أن جميع ما في السماوات والأرض لها وجود مادي كي يكون لها ظلال، ولكن الآية تشير إلى تلك الأشياء التي لها ظلال، فمثلا يقال: إن جمعا من العلماء وأبنائهم شاركوا في المجلس الكذائي، وليس المقصود هنا أن لكل العلماء أبناء " فتدبر ".
وعلى أية حال فإن الظل أمر عدمي، وهو ليس أكثر من فقدان النور، ولكن له آثارا ووجودا بسبب النور المحيط به، ولعل الآية تشير إلى هذه النقطة، وهي أنه حتى الظلال خاضعة لله.
3 4 - ما هو معنى كلوة الآصال؟
" الآصال " جمع " أصل " وهي جمع " أصيل " ومعناه آخر وقت من النهار، ولذلك يعتبر أول الليل، والغدو جمع غداة بمعنى أول النهار.
ورغم ان السجود والخضوع للأشياء الكونية في مقابل الأوامر الإلهية دائمة ومستمرة في كل وقت، ولكن ذكرها هنا في موقعين (الصبح والعشاء) إما أنه كناية عن دوام الوقت، فمثلا تقول: إن فلانا يطلب العلم صباحا ومساءا، فالمقصود وهو أنه في كل وقت يطلب العلم، وإما أن يكون المقصود من الآية ما جاء في الكلام عن الظلال والتي تكون واضحة أكثر في أول النهار وآخره.
* * *