1 - نقض العهود الإلهية: وتشمل المواثيق الفطرية والعقلية والتشريعية.
2 - قطع الصلات: وتشمل الصلة مع الله والرسل والناس ومع أنفسهم.
3 - الإفساد في الأرض: وهو نتيجة حتمية لنقض العهود وقطع الصلات.
أوليس المفسد هو الذي ينقض عهد الله ويقطع الصلات؟!
فهذا السعي من قبل هذه المجموعة من الأفراد بهدف الوصول إلى الأغراض المادية، وعوضا أن تصل بهم هذه الجهود المبذولة إلى الأهداف النبيلة تبعدهم عنها، لأن اللعن هو عبارة عن الابتعاد من رحمة الله (1).
ومن الظريف أن الدار هنا وفي الآية السابقة جاءت بصيغة مطلقة، وهذه إشارة إلى أن الدار الحقيقية هي الدار الآخرة، وأي دار ما عداها فانية وزائلة.
قوله تعالى: الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر وهذه إشارة لأولئك الذين يسعون للحصول على دخل أكثر فهم يفسدون في الأرض وينقضون عهد الله ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل لكي يزيدوا من دخلهم المادي، وهم غافلون عن هذه الحقيقة وهي أن الرزق - في زيادته ونقصه - بيد الله سبحانه وتعالى.
وبالإضافة إلى ذلك يمكن أن تكون هذه الجملة جوابا على سؤال مقدر، وهو: كيف أن الله سبحانه وتعالى يرزق كل هؤلاء الناس الصالح منهم والطالح من فيض كرمه.
والآية تجيب على هذا السؤال وتقول: الله يبسط الرزق لمن يشاء ومع ذلك فهو متاع قليل وزائل، وما ينبغي السعي إليه هو الآخرة والسعادة الأبدية.
وعلى أية حال فإن المشيئة الإلهية في مجال الرزق هي أن الله سبحانه وتعالى لا يبسط الرزق لأحد بدون الاستفادة من الأسباب الطبيعية له " أبى الله أن يجري الأمور إلا بأسبابها ".