العذب والمالح مستمر إلى نفخ الصور، إلا إذا تحول المجتمع إلى مجتمع مثالي (كمجتمع عصر الظهور وقيام الإمام المهدي (عليه السلام)) فعنده ينتهي هذا الصراع، وينتصر الحق ويطوي بساط الباطل، وتدخل البشرية مرحلة جديدة من تاريخها، وإلى أن نصل إلى هذه المرحلة فالصراع مستمر بين الحق والباطل، ويجب أن نحدد موقفنا في هذا الصراع.
3 10 - تزامن الحياة مع السعي والجهاد المثال الرائع أعلاه يوضح هذا الأساس لحياة الناس، وهو أن الحياة بدون جهاد غير ممكنة، والعزة بدون سعي غير ممكنة أيضا، لأنه يقول: يجب أن يذهب الناس إلى المناجم لتهيئة مستلزمات حياتهم في المتاع والزينة ابتغاء حلية أو متاع. وللحصول على هذين الشيئين يجب تنقية المواد الخام من الشوائب بواسطة نيران الأفران للحصول على الفلز الخالص الصالح للاستعمال، وهذا لا يتم إلا من خلال السعي والمجاهدة والعناء.
وهذه هي طبيعة الحياة حيث يوجد إلى جانب الورد الشوك، وإلى جانب النصر توجد المصاعب والمشكلات، وقالوا في القديم: (الكنوز في الخرائب وفوق كل كنز يوجد ثعبان نائم)، فإن هذه الخربة والثعبان تمثلان المشاكل والصعوبات للحصول على الموفقية في الحياة.
ويؤكد القرآن الكريم هذه الحقيقة وهي أن التوفيق لا يحصل إلا بتحمل المصاعب والمحن، يقول جل وعلا في الآية (214) من سورة البقرة: أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب.