مدهوشين لدرجة أن نظرهم نظر المجانين. بل الأموات نظر جاف عديم الروح وملئ بالرعب والفزع..
نعم، عندما يريد القرآن الكريم أن يصور منظرا أو يجسم موقفا يستخدم أقصر العبارات في أكمل بيان كما في الآية أعلاه.
ولكي لا يعتقد أحد أن هذه المجازات تتعلق بمجموعة معينة، يقول تعالى لنبيه الكريم: وأنذر الناس يوم تأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب حتى نستفيد من هذه الفرصة ثم نجب دعوتك ونتبع الرسل ولكن هيهات إن ذلك محال أو لم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال فكل هذه الدروس لم تؤثر بكم وأدمتم ظلمكم وجوركم، والآن وبعد أن وقعتم في يد العدالة تطلبون تمديد المدة، أي مدة؟ لقد إنتهى كل شئ!
* * * 2 بحوث 3 1 - لماذا وجه الخطاب هنا إلى الرسول الأكرم؟
مما لا شك فيه أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يتصور أبدا أن الله غافلا عن الظالمين، ومع ذلك نرى الآيات أعلاه توجه خطابها إلى النبي وتقول له: ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون.
إنه - في الواقع - إيصال الخطاب بشكل غير مباشر إلى الآخرين، والذي هو أحد فنون الفصاحة، كما نقول: إياك أعني واسمعي يا جارة.
وبالإضافة إلى ذلك فإن هذا التعبير كناية عن التهديد، كما نقول في بعض الأحيان للشخص المقصر " لا تعتقد أننا غافلون عن أفعالك " يعني سوف نحاسبك على ما فعلت!