وبالطبع فإن هذا الاستعمال ليس مخصوصا بلغة العرب وآدابها، ففي اللغات الأخرى يوجد مثل هذا الاستعمال أيضا... على كل حال فإن دلالة الآية على الدوام قطعية وغير قابلة للنقاش.
3 5 - ما معنى الاستثناء في الآية؟
الجملة الاستثنائية إلا ما شاء ربك التي وردت في الآيات المتقدمة في أهل الجنة وفي أهل النار أيضا، أضحت ميدانا واسعا للمفسرين ومثارا للبحث، وقد نقل المفسر الكبير الطبرسي في تفسير هذا الاستثناء عشرة أوجه عن المفسرين القدامى، ونعتقد أن كثيرا من هذه الأوجه ضعيف ولا ينسجم مع الآيات السابقة أو اللاحقة، ولذلك نغض النظر عنها، ونورد ما نراه صحيحا هنا، هو وجهان فحسب:
1 - الهدف في بيان هذا الاستثناء أن لا يتصور أن الخلود في النار أو في الجنة جار على غير مشيئة الله وإرادته بما يعطي معنى الالزام وتحديد قدرة الله تعالى وإرادته، بل في الوقت الذي يكون أهل الجنة وأهل النار خالدين فيهما، فإن قدرة الله وإرادته حاكمة على الجميع، وأن العذاب والثواب يتحققان بمقتضى حكمته لكل من هذين الطرفين.
والشاهد على هذا الكلام ما ورد في الجملة الثانية بعد الاستثناء وهي قوله تعالى: عطاء غير مجذوذ أي غير منقطع، وهو دليل على أن الجملة الاستثنائية لبيان قدرته فحسب.
2 - وحيث تذكر الآيات هذين الطرفين فمنهم شقي وسعيد فليس الأشقياء هم الكفار المستحقين للخلود في النار فقط بل قد يوجد بينهم مؤمنون من أهل الكبائر فيكون هؤلاء داخلين في هذا الاستثناء.
ولكن قد ينقدح هذا السؤال أيضا وهو: ما المراد من الاستثناء في الجملة