هذه الكريات في حالة حركة مستمرة لخدمة الإنسان.
فهل نستطيع في هذه الأحوال أن نحصي نعمه تعالى غير المتناهية؟!
3 8 - أسفا.. إن الإنسان ظلوم وكفار توصلنا في البحوث السابقة إلى هذه الحقيقة، وهي أن الله سخر للإنسان جميع الموجودات، وهيأ له كل هذه النعم بحيث سد جميع احتياجاته، ولكن الإنسان بسبب ابتعاده عن نور الإيمان والتربية، نراه يخطو في طريق الظلم والطغيان ويكفر بالنعم.
ويسعى المحتكرون في احتكار النعم الإلهية الواسعة والسيطرة على منابعها الحياتية، مع أنهم لا يستهلكون إلا الشئ القليل ويحرمون الآخرين منها، ويظهر هذا الظلم بأشكال مختلفة من السيطرة على الشعوب الضعيفة واستعمارها والتجاوز على حقوق الآخرين، فيعرض الإنسان حياته الهادئة إلى الهلاك، يخلق الحروب، ويسفك الدماء، ويقضي على الأموال والأنفس.
وفي الحقيقة فان القرآن الكريم يناديه: أيها الإنسان، كل شئ بالقدر الكافي تحت تصرفك، بشرط أن لا تكون ظلوما كفارا، عليك أن تقنع بحقك ولا تتجاوز على حقوق الآخرين.
* * *