وعلى كل حال فإن لله ألطافا خفية لا يسبر غورها أحد، وحين يهب نسيم هذه الألطاف تتغير الأسباب والمسببات بشكل لا يمكن حتى لأذكى الأفراد أن يتنبأ عنها!.
بل قد يتفق أحيانا أن خيوط العنكبوت تبدل مسير الحياة لامة أو قوم بشكل دائم، كما حدث في قصة غار ثور وهجرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
3 4 - خطة امرأة العزيز في الآيات المتقدمة إشارة إلى مكر النسوة (طبعا النساء اللائي لا ارتباط لهن بشئ إلا هواهن كامرأة العزيز) وهذا المكر والتحيل الموصوف بالعظمة (إن كيدكن عظيم) يوجد منه في التاريخ والقصص التاريخية أمثلة كثيرة، حيث تكشف إجمالا أن النساء اللائي يسوقهن هواهن يرسمن خططا لا نظير لها من نوعها.
رأينا في القصة المتقدمة كيف أن امرأة العزيز بعد الهزيمة في عشقها وافتضاح أمرها، برأت نفسها بمهارة واتهمت يوسف ولم تقل إن يوسف قصد السوء بي، بل افترضت ذلك أمرا مسلما به. وإنما سألت فقط عن جزاء مثل من يعمل هذا العمل!! جزاء لا يتوقف على السجن فحسب، بل يأخذ أبعادا أخرى غير محدودة.
ونرى أيضا أن هذه المرأة في مقابل لوم نسوة مصر لها إذ عشقت غلامها - في الآيات التالية - تستعمل مثل هذا المكر أو الخداع، وهذا تأكيد آخر على مكر مثل هؤلاء النسوة!
* * *